الخميس، يونيو 21، 2012

دعوا أمازيغيتنا كما هي ...

 
بقلم : الدكتور إسماعيل العثماني (الريف)
(أمازيغية/ بربرية )
(نقلا عن هسبريس بتاريخ 15 يونيو 2012)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كثيراً ما ردّدنا في مرحلة التعليم الابتدائي العمومي بالمغرب بأن "سكان المغرب الأولون هم البرابرة أبناء مازيغ". و لمّا كبُرنا ، فُسِّر لنا بأن الرومان القدامى الغزاة أطلقوا صفة "البرابرة" على سكان شمال أفريقية توصيفاً لغرابة لسانهم . و اليوم ، مع تطور المعرفة و تغير الظروف السياسية منذ تلك الأزمنة الغابرة ، جاءت كلمة
"أمازيغ" لوصف "بربر" الأمس ، و كلمة "أمازيغية" تعريفاً للسانهم "البربري" ، لا سيّما وأن لفظة "البربرية" باتت تقترن في الاستعمالات العربية بالسلوك الهمجي و انعدام التحضر .
و قيل أيضا بأن الأمازيغية لغة سامية ذات أصل واحدٍ و فروع ثلاثة في المغرب و حروفٍ عريقة أصيلة تدعى "تيفيناغ" . كما قيل إن "المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية" (الذي تأسس عام 2001 و مقره بالعاصمة الرباط ) جاء ليسهر على توحيد "اللهجات" الأمازيغية في ما سمّاه المعنيون عملية "المعيرة" ، و هي بمثابة "التنميط" ، و الحفاظ على رموز بني مازيغ الحضارية من تراث شفوي و تعبيرات فنية شعبية ، و تأليف و ترجمة أعمال أمازيغية أو ذات صلة بها . و لم يفت أولئك القائلين أن يشيروا إلى الطابع الأكاديمي للمعهد و الدور الأكاديمي المعهود إلى أعضائه من أجل النهوض أكاديميا ب "القضية الأمازيغية" .

أما على أرض الواقع ، فالمعهد المذكور بصدد نسْف الأمازيغية الحية من أفواه بني مازيغ الأحياء . و النسف هو اقتلاع الشيء من أصله . كما أن المعهد لا يملك خطة واضحة و منسجمة و متكافئة في وضع المناهج و البحث و الترجمة و الإصدار و الندوات ، حيث غالباً ما يرتجل و هو يصْرف الملايين من دراهم المغاربة . و قد نلفي بين أعضائه مَن لا يتوفرون على التكوين الأكاديمي المطلوب لإنجاز شيء أكاديمي جدير بالذكر ، أو يعود بالنفع على عموم الأمازيغ . كما أن المَعهدِيّين ليسوا مُختارين بالتساوي قياساً إلى الجهات الأمازيغية الكبرى الثلاث ، و لا يحظون بالضرورة بثقة المغاربة الأمازيغ ، ناهيك عن نيل إجماع الرأي العام المغربي . و من طرائف المعهد أن السيدات و السادة الأعضاء من جهة معينة من المغرب لا يستطيعون عمَلياً (بحكم اختلاف الألسن) التواصل مع زملائهم من الجهة الأمازيغية الأخرى إلا بالعربية ، أو بالفرنسية ، مع تفضيل بعضهم لهذه الأخيرة كناية على مقتهم المبدئي لكل ما هو عربي .
و يتجلى جوهر النسْف في أن الكتب المدرسية التي يُصْدِرها المعهد تُعلم أمازيغية رابعة (عالِمة؟) ظهرت إلى الوجود في مختبره ، بعد وضْع الألسن الأمازيغية الثلاثة المعروفة في خلاّط لساني شبه إلكتروني .
ترى ، لماذا لم يضع السادة اللغويون بالمعهد للمدارس الابتدائية مناهج تعليمية تخص كل لسان أمازيغي على حدة ، لكي يتعلم طفل(ة) جهة الريف اللسان الريفي و طفل(ة) جهة سوس اللسان السوسي و طفل(ة) جهة الأطلس اللسان الزياني ، بدل لسان غريب (الأمازيغية المعيارية) بحرف عجيب (تيفيناغ) يقتل حرْفياً آباءهم و أمهاتهم و هُم أحياء ، لتقريبهم بشكل رجْعي (!) من أسلاف ماتوا قبل قرون من الزمن ؟ تُرى ، ما مفهوم اللغة عدا أنها وسيلة للتواصل بين أهاليها الأحياء ؟ و ما جدْواها إذا كانت تُحْيي الموتى بقتل الأحياء و تُبرْبر الألسن و تُغرّبها بالإسقاط ؟
وفي غضون ذلك، يسمع الريفي ، مثلا ، أخباراً من إذاعة أو تلفزة (عمومية أو خاصة) بلسان سوس (المهيمن لأسباب غامضة واضحة) فلا يفقه شيئا ، و يشاهد مسرحية أو فيلماً أو وثائقيا بهذا اللسان أو بلسان الأطلس فلا يفهم منهما شيئاً ، و يذهب لقضاء مآربه عند السوسي فيستعمل العربية (الدارجة) لأن البائع لا يفهم الريفية و ما إلى ذلك من مواقف يلتقي فيها "الأنواع" الثلاثة من الأمازيغ ، و لكنهم لا يتواصلون فيما بينهم بالأمازيغية ، لأن لكلٍّ لغته الأم ، ليظل اللسان الجامع بينهم في المغرب هو العربية (أو الفرنسية؟) . ثم يذهب الطفل الريفي إلى المدرسة فيلقَن (بنصب القاف) "أمازيغية" تختلف عن أمازيغية أمه و عائلته و محيطه و بيئته ؛ أمازيغية صُنعت بالمعهد المذكور ، بتزكية صورية من وزارة التربية الوطنية ، على هوى نفر من الناس ، بأموال الشعب المغربي و باسم الأمازيغية الشاملة (أو الشمولية) . لذلك أسأل : هل المقصود هو أن يكون الطفل "بربرياً" بالقوة بين أهله و ذويه ؟ هل المقصود هو إحياء "البربرية" و لو على حساب الناس و التواصل و المنطق و المستقبل ؟
و على مستوى الإعلام ، هناك نداءات و تهافت و ادّعاءات فيما يخص القنوات و البرامج الإذاعية و التلفزيونية . الجهات الرسمية تحسب على كافة الأمازيغ حِصصاً مُعينة و تعِدُهم بأخرى في الأمد القريب و البعيد . و شرذمة من الأمازيغ ينطقون ، بترخيص من لا أحدٍ غير أنفسهم ، باسم كافة أمازيغ المغرب و يتحاسبون مادياً مع الجهات الرسمية ويحاسبونها حول المعمول و الواجب عمله . هذا دون أن ننسى أولئك الذين ، و إن كانوا قلة ، يرفعون شعارات عنصرية حقودة ضد العرب و أي شيء عربي تحديداً ؛ أو الذين ، و هم قلة القلة ، يساندون الصهاينة و كيانهم العنصري (العِبري؟) على حساب الشعب الفلسطيني و حقه (العَربي؟) في الوجود .
أعود وأقول إن المتحدثين بأمازيغية جهة الريف ، مثلا ، لا يفهمون اللسانيْن الأمازيغيين الآخريْن . فهل مِن ترجمة ؟ إن أمازيغ الريف ، مَهما يبذلون من جهد ، لا يفهمون لغة الأخبار و الأفلام و المسرحيات و السهرات و البرامج المبثوثة أو المعروضة وطنياً باسم الأمازيغية الشمولية عندما لا تكون بالريفية ، معتبرين إياها ، عن حق ، غرابة لغوية (أو "بربرية" بتعبير الرومان) . لِذا فهم لا يفهمون كيف تُحسَب عليهم سواء من طرف الدولة و مؤسساتها أومن طرف مناضلي (!) "القضية الأمازيغية" ، و إن اختلفت الأسباب و الأساليب و الأغراض .
أمّا و قد تم ترسيمها مجتمِعة في دستور 2011 للمملكة تحت اسم "الأمازيغية" ، لعل الصواب هو احترام الألسن الأمازيغية الثلاثة الموجودة كما هي ، بخصوصياتِ كل واحدة منهن ، وتعليمهن كما يتم الحديث بهن (بنية و معجماً و نطقاً) في الجهات الأمازيغية الثلاث الكبرى من الوطن ، و عدم استفزاز أحد من الأمازيغ بمناهج و برامج و مشاريع إعلامية و ثقافية ، رسمية و شبه رسمية ، تكون أمازيغية اسْماً ولكنْ لا يفهمها في الحقيقة و لا يستفيد منها إلا لسان أمازيغي بعينه (السوسي في الغالب) على حساب اللسانيْن الآخريْن .

أما بعد :
بالله عليك أيها المنمِّط للأمازيغية : هل سمعت الإسبان و الإيطاليين و الفرنسيين و البرتغاليين يطالبون ب"معيرة" لغاتهم ما دامت الأم واحدة (اللاتينية) و القابلة واحدة (إمبراطورية الروم) و الدار واحدة (أوروبا) ؟ و هل سمعت الألمان و الهولنديين يفكرون في صهر لغتيهما في لغة مُمعيَرة ، علما بأن اللغة الهولندية جرمانية معجما و قاعدة ؟
بَلك : هل سمعت الكطلانيين و الغليقيين و البلنسيين و القشتاليين داخل إسبانيا يطالبون ب"معيرة" لغاتهم و صهرها في فرن معهد ملكي يستهلك الملايين من الأوراق المالية العمومية من أجل توليد لغة تحمل اسماً من قبيل "اللاتينية الإيبيرية" ؟ هذا بالرغم من أن تلك اللغات ، إضافة إلى أصلها اللاتيني المشترك ، تشترك في الحرف ، المكتوب أصلا و المتوفر أرشيفاً و المستعمل يومياً ، و في القواعد و الإعراب ، و في حوالي ثمانين في المائة من المعجم . بمعنى أن أصحاب تلك الألسن "الإسبانية" الأربعة لا يحتاجون عادة إلى مترجم للتفاهم فيما بينهم ؛ و هو ما لا ينطبق على المتحدثين بالألسن الأمازيغية الثلاثة بالمغرب اليوم . ثم إنه إذا خطر ببالهم خوض غمار المَعيرة فالعملية قابلة للتطبيق إلى حد كبير . و لكننا ، مع ذلك ، لا نراهم فاعلين .
السؤال : لماذا يتشبث كل واحد من هؤلاء باللسان الأم بدل (التفكير في) الانصهار في لغة مختبرية تحنّ إلى الأم اللاتينية الغابرة ، علما بأن العملية أبسط و أجدر و أجدى بكثير من حيث التطبيق من معيرة الألسن الأمازيغية التي لا حرف لها بين الناس اليوم ولا أرشيف لها من الأمس و لا وزن لها في عالمنا من الناحية الاقتصادية أو العلمية أو التكنولوجية و لا أمل في بقائها إلا بصيانة تنوعها الطبيعي على الأرض بدل فرض مَعيرتها من عَل .
لنخرج بالسؤال من إسبانيا .
لماذا لم تجتمع إيطاليا وإسبانيا و فرنسا و البرتغال  ورومانيا و غيرها من بلدان اللغات الشقيقات في "اتحاد" لغوي ، بعدما اجتمعت في "الاتحاد الأوروبي" ؟ أليس من الحكمة أن تُطرح في أوروبا فكرة "معيرة" هذه اللغات و استحداث "أمّ" مختبرية لها ، علما بأن الأصل واحد و الحرف واحد و المعجم شبه واحد و القواعد متشابهة جدا ، وذلك توفيرا من الاتحاد الأوروبي للوقت و المال الكثير المخصص للترجمة و تيسيرا للتواصل ؟ هل هذا غفل من الأوروبيين أم تبذير مقصود منهم للأموال العمومية ؟ أم إن الأمر يتعلق بحكمة مفادها أن الأبناء يتحدثون بلغة الأم البيولوجية الحية اليوم و ليس بلغة الجدة الأركيولوجية الراشية في قبر مجهول ، مهما تكن ذاكرتها حية في أذهانهم ، و لا بلغة الجار مهما يكن جواره لهم قديما و حَسنا ؟ هذه حجة دامغة ضد مَن يريد اختطاف الريفي و الزياني و السوسي في واضحة النهار لكي يبتر لسانه داخل مختبر المعهد بالرباط و يزرع مكانه لساناً اصطناعياً يتحدث بنفسه و لنفسه ، في عملية فرنكنشتاينية أقرب إلى الخيال العلمي منها إلى ما هو علمي و واقعي .
وفي هذا السياق ، دعوني أطرح سؤالا على ضوء السؤال الذي طرحته نائبة مغربية باللسان السوسي تحت قبة البرلمان ، و تلاه لغو و جدال بخصوص استعمال الألسن المغربية في البرلمان المغربي . أستحضر دستورية الأمازيغية وأسَلم بحسن النوايا و أسأل بكل هدوء : إذا تم ، في مشهد افتراضي ، طرحُ سؤال بأمازيغية سوس من طرف المعارَضة و كان الوزير ريفي اللسان وكاتب الدولة تحت إمرته يتحدث باللهجة الحسانية و رئيس مجلس النواب عربي اللسان و رئيس فريق الأغلبية من منطقة الأطلس ، ترى ما المعمول ؟ جميل أن نسمع "البربرية" في البرلمان ، و لكن ما الفائدة منها إذا لم يتفاهم و يتواصل هؤلاء المغاربة الخمسة المعنيون بشؤون الأمة تحت قبة البرلمان ؟ و إذا شاء أن يتشبث كل واحد منهم بحقه أيّا كان الثمن ، فالحل الفوري هو إيجاد مترجمين فوريين مؤهَلين ، و مقصورات جاهزة و مجهَزة ، و سمّاعات مناسبة للسادة و السيدات البرلمانيين و الوزراء و الصحافيين و الزوار . و هل التراجمة متوفرون حالياً ؟ الجواب بكل موضوعية : لا . و إذا حضر التراجمة ، هل نتوفر على الأموال الكافية لأداء ثمن الترجمة الباهظ ؟
الجدير بالذكر أن جارتنا إسبانيا بدأت في استعمال اللغات الجهوية الرسمية دستورياً (الغليقية الكطلانية و الباسكية و البلنسية) داخل مجلس الشيوخ عام 2010 و تعبئ لكل جلسة حوالي 25 مترجما ، يكلف كل واحد منهم ما يناهز 530 أورو للجلسة الواحدة . و إذا ترجمنا أرقام مجلس الشيوخ الإسباني لتوَجبَ تخصيص مبالغ لا يستهان بها لترجمة الجلسة الواحدة في برلماننا . طبعا ، الحق لا ثمن له . و لكن التعصب ثمنه باهظ بكل المقاييس . إنها مسألة أولويات لا غير . في المستوى الحالي من النقاش اللغوي ، غير المحسوم بعدُ أمازيغياً ، بالنسبة لأغلبية أمازيغ المغرب و ليس بالنسبة لزمرة الذين ظلوا ينتفعون مادياً و إيديولوجياً من حرف تيفيناغ و شعار المعيرة و دغدغة العواطف ، و في المرحلة الحالية من الضعف البنيوي و اللوجستي ، و في الظرفية الراهنة ، السياسية و الاقتصادية ، الدولية و الإقليمية ، لا بأس ، عند الضرورة ، أن يطرح ممثلو الأمة من الأمازيغ سؤالهم على أعضاء الحكومة باللغتين الأم و العربية معاً باستعمال الوقت الممنوح لهم استعمالا حكيماً يراعي المصلحة العامة ، في خطوة مواطنة لا تعطي للبرلمان أيّ ذريعة لكي يتوقف عن أداء وظيفته . و هذه الخطوة لا تدوس حق أحد ؛ بل هدفها هو كسب الوقت و خدمة المواطنين ، في انتظار الإقرار بمشروعية الألسن الأمازيغية الثلاثة و توفير الوسائط البشرية و الوسائل التقنية لينال كل ذي حق حقه ، كاملا غير مبتور .

خلاصة القول :
دستور 2011 يُرسّم الأمازيغية ، و لكنه لا يُخول لأحد بتر الألسن الأمازيغية الطبيعية الثلاثة الموجودة و استبدالها بلسان اصطناعي يُزرَع في أفواهنا بعد تخديرنا بكلام عاطفي ديماغوجي لا يستقيم منطقياً و لا بيداغوجياً و لا إنسانياً و لا حقوقياً . بصفتي مغربياً أفتخر بلساني الريفي و باحثاً مقارناً في اللغات و الترجمة ، أود أن أهمس في أذن صناع الأمازيغية المعيارية قائلا : أنتم لستم أطباء تجميل (الذين غالبا ما يوصون مَن يستشيرهم بإجراء العملية الجراحية ، مدفوعين بالجشع و التجريب بدون رقيب ، حتى عندما لا تكون ضرورية ؛ و كثيرا ما شوهوا خلقة لم تكن معيبة في الأصل) ؛ و أمازيغيتنا لا تعاني من أية عقدة (لسان) وسط الألسن البشرية لكي تنظروا في فكها . دعوا أمازيغيتنا كما هي ، طبيعية و عضوية و عفوية ، ما دمنا ، نحن الناطقين بها ، راضين بالتطور (النوعي) الذي عرفته عبر العصور . يكفيكم استطلاع الرأي في الجهات الأمازيغية الكبرى من المغرب لتتأكدوا من هذه الحقيقة الصارخة .

و أضيف :
إنكم تخاصمون أمازيغ المغرب عوض أن تخدموا الأمازيغية عندما تسعون إلى تقديمنا قرباناً لمزاجكم الموميائي ، حتى لا نقول إيديولوجيتكم التحنيطية ، بفرض لغة رابعة وهمية ، عالمة بتجاهلكم للحاضر و المستقبل و مبنية للمجهول ، على حساب الأمازيغية الحقيقية التي بواسطتها نتواصل تلقائياً مع ذوينا و بها نحيا يومياً و نتذكر الماضي و نستشرف المستقبل بصفتنا كائنات متكلمة . الأمازيغية بفروعها الثلاثة ستصمد مثلما صمدت إلى اليوم ، و لا شك في أنها ستبلي بلاء أحسن في إطار تنزيل ديموقراطي لمنظومة الجهوية المتقدمة ، بتقطيع ترابي يراعي بالفعل اللغة و الثقافة المحليتين ، و ذلك من خلال استعمالها الكثيف و المباشر في جميع مناحي الحياة اليومية ؛ في الإدارة و السياسة و الاقتصاد و التعليم و العدل و الثقافة و الرياضة و الترفيه و ما إلى ذلك . و على ذكر التعليم ، أقترح تبنّي الحرف العربي ، بدل هيروغليفية تيفيناغ ، في تعليم السوسية و الزيانية و الريفية ، في خطوة لغوية برغماتية علمية ، بعيدا عن الوازع الديني أو التفضيل المجاني ، تستفيد من انتشار و ألفة هذا الحرف بين الناس ، في كوكب الأرض و ليس في المريخ ، اليوم و ليس أيام زمان ، و من تجاوُر و تعايُش الأمازيغ و العرب جغرافياً ، بل و تاريخياً و حضارياً أيضا لمن يتوخى الموضوعية ، حتى تبقى الأمازيغية المتداولة اليوم في خدمة المغاربة الناطقين بها ، و المتعلمين والمُحبين لها ، بدل أن تحولوها إلى صنم ماثلٍ يستوجب التقديس و العبادة و لا يمتثل للاستعمال و الإفادة .

هناك تعليق واحد:

  1. بدون تعليق عروبي قومجي محض : الخطاب العروبي القومجي الذي يهدف إلى إذابة ثقافتنا الأمازيغية بقيمها الكونية يستغل الدين الإسلامي .... دون ان تراجع اولوياتك كلها من الألف الى الياء : فكر في هذا الكلام جيدا!

    ردحذف