الأحد، نوفمبر 28، 2010

محمد أعراب : الدفاع عن العربية ليس خصومة للأمازيغية

محمد أعراب إلى اليمين ومعه محمد بريسول
خاص بموقع حركة التوحيد و الإصلاح
( بتاريخ 26 نونبر 2010 )
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عرفت مدينة الناظور الأمازيغية بالريف الشمالي للمغرب ، ميلاد جمعية جديدة تعنى باللغة العربية و المحافظة عليها ، و هي فرع للجمعية المغربية لحماية اللغة العربية التي تأسست منذ أكثر من عامين و يرأسها الدكتور موسى الشامي الأستاذ الجامعي
السابق للغة الفرنسية ، و الرئيس السابق للجمعية المغربية لأساتذة اللغة الفرنسية بالمغرب .
الجمعية التي تأسست يوم الأحد 14 نونبر 2010 ، يرأسها محمد أعراب أحد الوجوه الثقافية المعروفة بالمنطقة ، و ينوب عنه أحمد الريفي ، و في منصب الكاتب العام ، أعراب محمد ، الأستاذ بثانوية المطار ، و ينوب عنه فريد أمعيشوا . أما أمين المال فهو نور الدين أعراب ، و نائبه حسن بالة ، مع عضوية علي الصدقي مستشارا .
أولى ردود الأفعال التي تلت التأسيس اعتزام بعض الأفراد تأسيس جمعية ينوون تسميتها << الجمعية الوطنية لحماية اللغة الأم >> ، حسب قصاصة لموقع << ناضور هوي >> . و قال الموقع إن من دواعي تأسيس هذه الجمعية ، و وضع لبنتها الأولى بإقليم الناظور ، حسب أحد أعضاء اللجنة التحضيرية ، التصدي لمجموعة من التيارات التي ظهرت مؤخرا بالناظور و المغرب و التي هدفها مناهضة اللغة الأمازيغية ، و اعتبارها لغة دخيلة في حين يعتبرون اللغة العربية هي اللغة الأم للوطن . و هو الأمر الذي ينفيه نفيا قاطعا مؤسسو الجمعية المغربية لحماية اللغة العربية شمالا و جنوبا ، كما يؤكد محمد أعراب و نائبه أحمد الريفي .
موقع التوحيد و الإصلاح وجه أسئلة حول هذه اللغة العربية و حمايتها بمنطقة أمازيغية و على يد أبنائها ، لكل من رئيس الفرع السيد محمد أعراب و نائبه السيد أحمد الريفي . نقدم فيما يلي نص أجوبة الرئيس على أن ننشر لاحقا أجوبة نائبه .

* * * * * * * *



س : أنتم أمازيغيون و مع ذلك أنشأتم جمعية للدفاع عن اللغة العربية ، هل تشعرون بالتعارض بين الأمرين ؟ و ما قولكم للمتعصبين لفائدة الأمازيغية ضد العربية ؟

ج : نعم أنشأنا فرع هذه الجمعية لحماية اللغة العربية لأنها لغة القرآن الذي هو كتاب الإسلام ، و نحن مسلمون ، كلنا ، أمازيغ و عرب ، و حتى لا تنقطع صلة أبنائنا و أحفادنا – إلى يوم الدين – بالقرآن ، بسبب طغيان الثقافة الفرنكوفونية و لغة المستعمر على شؤوننا العامة .
أنشأنا هذه الجمعية حرصا على مصلحة الأجيال المقبلة و سلامتهم في هويتهم . و حُق لكل مغربي أن يعمل على امتداد صلة أبنائه و أحفاده بالقرآن من خلال حماية لغة القرآن .
و أما قولنا للمتعصبين لفائدة الأمازيغية ضد العربية ، هو : إنهم في تعصبهم هذا ضد اللغة العربية لا يخدمون إلا المشروع الفرنكوفوني و لغة المستعمر ؛ و إلا فنحن – بهذه الجمعية – لا نتصدى في إدارتنا و شؤوننا الوطنية إلا للغة المستعمر التي طغت على حساب العربية . و أين الأمازيغية في هذه المجالات ، و كيف تستقيم تهمتهم لنا أننا ضد الأمازيغية و الحالة هذه !
وبهذا يتبين بكل وضوح أن الذين يزعمون أنهم يدافعون عن الأمازيغية ، إنما يدافعون – في الحقيقة – عن مشروع المستعمر الفرنكوفوني ، الذي نتصدى له نحن في هذه الجمعية ، سواء أشعروا بذلك أم لم يشعروا ، و كان أولى بهم أن يقفوا هم أيضا ضد هذا المشروع الاستعماري الهادف إلى طمس هوية البلاد ، و إثارة الفتنة بين أبنائه بافتعاله هذا الصراع بين العربية و الأمازيغية منذ صدور الظهير البربري الذي يفرق بين أبناء البلد الواحد ، الأمازيغ و العرب .
نعم كان أولى بهم أن يتصدوا هم أيضا لهذا التآمر الدنيء ضد بلادهم ، و يقفوا صفا واحدا مع كل الغيورين في هذا البلد ، كما كان الحال إبّان الحماية الفرنسية ، حيث كان آباؤهم يحاربون مع إخوانهم العرب في جبهة واحدة ضد التآمر الاستعماري على هوية البلاد و لغته الرسمية بعد أن احتل أرضه ، و لم ينهزم الاستعمار على أرض المعركة ، إلا بعد هزيمته في محاولاته طمس هوية المغرب العزيز على أيدي علمائه و ملوكه أمثال العلامة بوشعيب الدكالي و محمد بن العربي العلوي و السلطان عبد الحفيظ و محمد الخامس ، رحم الله الجميع ، و هؤلاء جميعا عملوا على تشجيع التعليم الحر في مواجهة الفرنكوفونية .
قلت ، فهذه الجمعية هي امتداد لعمل أولئك الغيورين الشرفاء البارين بوطنهم ، الذين كونوا جبهة ، أمازيغ و عربا ، ضد الغزاة المتآمرين على البلاد . فنحن كذلك اليوم ندعو إخواننا جميعا العرب و الأمازيغ للعمل من أجل الحفاظ على هوية البلاد و ثقافتها ، و عدم الذوبان في ثقافة المستعمر .

س : تاريخيا هل وجد تعارض بين اللغتين أم أن النوايا السياسية المبيتة هي سبب التعارض ؟

ج : لم يكن هناك تعارض أبدا بين العربية و الأمازيغية في يوم من الأيام – و الدليل القاطع على ذلك تعايشهما معا خلال أربعة عشر قرنا .. و لم يثبت أي مشكل لغوي بين العرب و الأمازيغ طيلة هذه المدة المديدة ، حتى جاء الاستعمار بالفرنكفونية ، و افتعل هذا الصراع . فهذا دليل قاطع على عدم وجود أي تعارض بين اللغتين ، و دليل قاطع على أن وراء هذا الافتعال لهذا الصراع نوايا مبيتة .
إلا أن ما عهدناه في هذا الشعب المسلم عرب و أمازيغ ، من الوفاء لجهادهم المشترك ، و الاستماتة في الدفاع عن بلدهم و هويتهم و أعراضهم ، و صمودهم للحملات الصليبية خلال هذه القرون الطويلة ، و الولاء لولاة أمورهم ، و عدم خروجهم عن الجماعة عن كل هذا الرصيد المجيد و غيره ، لا يمكن أن يذهب هدرا ، لتنطلي عليه هذه النوايا المبيتة التي تحركها أيادي الأعداء بوسيلة أو بأخرى . في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : << من خرج من الطاعة و فارق الجماعة فمات ، مات ميتة جاهليـة >> . نسأل الله تعالى أن يجنب بلدنا كل مكروه . اللهم آمين .

س : في الريف تعاني العربية من عدة لغات ، كالفرنسية و الإسبانية و اللغات التي يتعلمها أبناء الريف بالمهجر ، ألمانية و هولندية و غيرها ، كيف تنظرون إلى هذا الأمر ، هل ستكون مهمتكم سهلة ؟ ما هي مشاريعكم وأعمالكم المقبلة ؟

ج : إذا أحسنا الإنتاج ، و ارتقينا بمستوى لغتنا إلى المكانة اللائقة بها ، فيمكن تصدير بضاعتنا الحسنة إلى أبناء جاليتنا و غيرهم ، فإن الناس يقبلون على كل ما هو حسن و ينفرون من كل قبيح . أما مشاريعنا المقبلة ، فسنعكف في قابل الأيام بإذن الله تعالى، و بعد استكمال الإجراءات الضرورية ، على تسطير البرنامج ، انطلاقا من أهداف الجمعية الوطنية و مبادئها .
هذا ، و من الله تعالى نستمد العون و نسأله التوفيق و السداد ، ثم ننتظر من ذوي الضمائر الحية أن يمدوا لنا يد العون لخدمة هذه الأهداف النبيلة. و الله من وراء القصد و هو يهدي السبيل .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

في الصورة : محمد أعراب رئيس فرع الجمعية المغربية لحماية اللغة العربية بالناضور إلى اليمين ومعه محمد بريسول رئيس المجلس العلمي بالمدينة نفسها .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق