الاثنين، يناير 14، 2013

ما حقيقة الأمازيغ و الأمازيغية و التيفيناغ ؟


هذه المقالة محاولة لدمج مقالتين (1)
لعبد المجيد الحمداوي في مقالة واحدة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في كتابهم "تاريخ المغرب" (أنظر الصورة أعلاه) حاول مؤلفون هولنديون ثلاثة ، أن يوجزوا تاريخ المغرب ، من مئات السنين قبل الميلاد إلى القرن الواحد و العشرين . و [...] هو كتاب من الحجم الكبير، قد صدر في ثلاث طبعات عن دار "بولاك للنشر" باللغة الهولندية (الطبعة الثانية سنة 2002) .
أمازيغ أو بربر :
حاول المؤلف توضيح وجهة نظره في تفضيله استعمال كلمة "بربر" للإشارة لسكان المغرب الأقدمين رغم هجْر المغاربة شبه التام لهذا الاستعمال الذي لم يعد مستساغا في كل ربوع المملكة . و لعل أكبر الحجج التي ساقها في خضم تبريراته تلك هي حقيقة تشبث أمازيغ القبائل الجزائرية ، سواء في الداخل أو الخارج ، باستعمال لفظ "بربر" التي لا يريدون لها بديلا [...]
يقول المؤلف في الصفحة 22 : " يسمي البربر أنفسهم غالبا 'إمازيغن' و يسمون لغتهم "الأمازيغية" . كلمة "بربر" أصلها لاتيني : "بربارُس" و تنحدر هي الأخرى من اللغة الإغريقية : "برباروس" . هذه الكلمة تعني في الحقيقة "أعجمي" ، أي الذي يتحدث لغة غير مفهومة " [...]
بدايات أمازيغ شمال إفريقيا
يعترف المؤلف منذ البداية بصعوبة الحديث عن البدايات الأولى للسكان الأصليين في شمال إفريقيا عموما ، و ذلك مرده في نظره إلى قلة المراجع التاريخية التي كانت تهم المنطقة و ساكنتها . يقول : " ينبغي أن تكون قد قامت حضارة في المغرب حوالي ألف سنة قبل الميلاد أَطلق عليها المؤرخون اسم الحضارة الليبية البربرية . ساكنة تلك الفترة التاريخية هم أجداد البرابرة الحاليين . المؤرخون لا يعرفون الكثير عن تلك الساكنة و لا عن تلك المرحلة . فأول ما دُوّن عن شمال إفريقيا قام به مدونون إغريق قدماء ، لكن تلك النصوص لم تكن دقيقة أبدا و كانت تتعلق بالمناطق الساحلية فقط . هيرودوت الذي عاش في القرن الخامس قبل الميلاد ، هو أول من كتب فعلا عن ساكنة المنطقة . هؤلاء السكان سُموا بالليبيين أو النوميديين، أي بمعنى : الرحل ".
و يصل المؤلف إلى نقطة أكثر أهمية وهي المتعلقة بأصل الأمازيغ و بالتصنيف الأنتروبولوجي لسكان شمال إفريقيا الأقدمين ؛ إلى درجة أنه لا يستبعد بتاتا أن يكون الموطن الأصلي لجزء من الأمازيغ على الأقل ، هو الشرق الأوسط و الجزيرة العربية . يقول المؤلف : " أصل أجداد البرابرة هو أيضا غير معروف . هل ينتمون بشكل مباشر إلى سكان العصر الحجري أم حدث اجتياح من أوروبا ؟ هل هم شعب هاجر من فلسطين ، بعد سيطرة الإسرائيليين عليها ، عبر البحر الأبيض المتوسط وصولا إلى شمال إفريقيا ، كما يذهب الى ذلك أوغوسطينوس في القرن الرابع ؟ أم أن البربر أتوا من جنوب اليمن ؟ فمن هم الأجداد الأولون يا ترى ؟ فهل تمزغ عرب بعد قدومهم إلى شمال إفريقيا ثم تعرب بعضهم من جديد ولم يتعرب آخرون ؟ " .
المؤلف يعتقد فعلا أن هناك هجرات متعددة قديمة حدثت من المشرق إلى شمال إفريقيا ، إذ يواصل : " ستة آلاف قبل الميلاد حدثت هجرات جديدة قادمة من المشرق . أجزاء من أواني طينية و بقايا عظام تشير إلى أوجه التشابه بين المناطق الشرقية لشمال إفريقيا و الشرق الأوسط " . و يتطرق أيضا للنصوص التاريخية العربية و اليهودية ، يقول : " حسب ابن خلدون (1332-1406) فإن البربر من سلالة كنعان بن شام حفيد نوح . قد يكونون فروا من فلسطين بعد أن هزم داود غريمه جوليات . هذه النظرية نجدها أيضا في النصوص اليهودية القديمة . ربما يكون ذلك نتيجة للتواجد الطويل للفينيقيين في شمال إفريقيا . و يبقى من المؤكد في كل الأحوال أن هناك الكثير من التأثيرات الشرق أوسطية في المنطقة . فهناك تشابه للمخطوطات التي وجدت على لوحات القبور الحجرية في مصر و بلاد النوبا و الجزيرة العربية و شمال إفريقيا . ثم إنه لمن المثير للانتباه أيضا التشابه الموجود بين طرق البناء في كل من اليمن و جنوب المغرب " .
ثم يضيف المؤلف : " في القرن التاسع عشر بعد احتلال فرنسا للجزائر، روّجت فرنسا نظرية مفادها أن البربر قد يكونون من أصول أوربية . للبرهنة على صحة تلك النظرية جيء بتشابه الخناجر القديمة التي عثر عليها في كل من فرنسا و شمال إفريقيا . و كون كثير من البربر يتصفون بشعر مفتوح اللون ، استُعمل أيضا لخدمة هذا الطرح . لكن هذه النظرية هي نظرية ذات خلفية سياسية . فهي انبنت على اعتبار أن البربر تسهل فرنستهم و فَرَنْجتهم بخلاف العرب الذين اعتبروهم دخلاء و غرباء عن المنطقة . هذه النظرية تعتبر البربر جنسا بربريا خالصا ، غير أن الاحتمال الأكبر هو أن سكان شمال إفريقيا الأصليين هم في الحقيقة نتاجُ هجرات كثيرة من مناطق مختلفة ، كونت خليطا كان لكل منها إضافاتها الخاصة بها " .
تاريخ لغة و تاريخ حرف
بعد أن أخبر المؤلف القارئ بندرة المراجع و المصادر التي تتحدث عن ساكنة شمال إفريقيا القديمة ، يؤكد مرة أخرى أن هذا المشكل قد مس أيضا لغة تلك الساكنة ، و هذا مشكل بطبيعة الحال يرتبط بالمشكل السابق . يقول : " حتى عن لغة تلك الساكنة لا يُعرف الكثير ، و لكن من المؤكد أن هذه اللغة تنتمي إلى اللغات السامية " . و يستمر قائلا : " حوالي بداية التاريخ استعملت لغة محلية في شمال إفريقيا بأبجدية خاصة هي الأبجدية الليبية . هذه الأبجدية هي تحويل للكتابة الفينيقية . و كما هو الحال في الكتابة الفينيقية الأصل ، فإن هذه الكتابة لا تتضمن حروف المد و لا الحركات القصيرة الأخرى . هناك المئات من المخطوطات الحجرية بهذه الكتابة . لكن محتوى هذه المخطوطات جد محدود . يتعلق الأمر هنا في الغالب بمخطوطات على الصخور و على لوحات القبور الحجرية . هذه المخطوطات لا تذكر عموما أكثر من اسم المتوفى . فقد عثر على عدد من المخطوطات الصخرية و لكن لم يتم حل رموزها حتى الآن " . و يستأنف المؤلف : " فرغم ندرة المعطيات اللغوية و مشاكل تأويل النصوص الأطول ، يتم اعتبار هذه المخطوطات شكلا من أشكال اللغة البربرية الأولى " . و عن أصل و انتقال الحرف الأمازيغي يقول : "الأبجدية الليبية تم حفظها من طرف الطوارق سكان الصحراء الكبرى . تسمى هذه الأبجدية "تيفيناق" و تعني الفينيقية " . ثم يضيف : " قبل بضع عشرات من السنين قامت الأكاديمية البربرية (3) بابتكار أبجدية جديدة مستلهمة من تيفيناق القديمة . هذا الخليط من العناصر القديمة والجديدة هو "تيفيناغ الجديدة" التي تعتبر الوجه العصري للكتابة البربرية الأصلية " .
لغة الساكنة الأمازيغية في الوقت الراهن
يقول المؤلف : " في المغرب يتواصل الناس حاليا بالبربرية في كل من الجنوب الشرقي من البلاد ، و في جبال الأطلس ، و في المنطقة الشرقية من جبال الريف على ساحل البحر الأبيض المتوسط " . و يستمر قائلا : " اللغة البربرية تتكون من العديد من اللهجات . الاختلاف فيما بينها هو من الضخامة إلى درجة اعتبارها لغات بربرية عوض لهجات بربرية. فأحد ساكنة منطقة أكَادير مثلا في الجنوب الغربي من المغرب ، لا يستطيع فهم ما يقول شخص من الناظور في منطقة الريف . الإختلاف بين هذين اللسانين مثلا ربما يقارن بالاختلاف بين اللغتين الهولندية و الألمانية " .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) ــ مقالة "هل ينحدر الأمازيغ فعلا من أصول عربية ؟" بتاريخ 03 يناير 2013 ، و مقالة "الأمازيغية أمازيغيات و تيفيناغ فينيقية الأصل" بتاريخ 09 يناير 2013 المنشورتان بهسبريس .
(2) ــ Barbaros -Barbarus
(3) ــ "الأكاديمية البربرية" هي جمعية ثقافية أسست بفرنسا عام 1966 من طرف نشطاء أمازيغ من منطقة القبائل .

هناك 9 تعليقات:

  1. انا لا أعتقد ان هذه الكتابة او الحروف امازيغية الاصل فانا امازيغية واعتقد لو كانت كذالك لعرفنا ذالك من اجدادنا فهاذا اكدوبة وتلاعب بالتاريخ واقامة العنصرية بين العرب والامازيغ وتحقيق اهداف سياسية للغرب

    ردحذف
    الردود
    1. ana makandnch anna hadchi liglti howa hadak akhti

      حذف
  2. ان اقبح العنصريات هي عنصرية الانسان ضد اصله..ان الله لم يخلق فقط العرب في هذا الوجود لقد خلق من البشر انواع و سلالات و ان كان قد هزئ بكم احدهم و قال لكم انه حتى تدخل الجنة عليك ان تكون عربيا فقد افترى على الله الكذب و جعل منكم محط سخرية..كل امازيغي مستلب كاره لاصله عندما لا يجد ما يرد به على المطالب المشروعة للامازيغ يبدء في الاتهامات بالعمالة للغرب و خدكة اجنداته
    ايها المستلبون اخجلوا من انفسك..اذا ابتليتم فاستتروا !

    ردحذف
  3. تفوه عليكم ماناش عرب نحن أمازيغ

    ردحذف
  4. تفوه عليكم ماناش عرب نحن أمازيغ

    ردحذف
  5. تفوه عليكم ماناش عرب نحن أمازيغ

    ردحذف
  6. أنا أصلي من الريف من نواحي الحسيمة . أنا مغربي و كفى و ليتحدث كل واحد بما يريد و لا دخل لي فيه . العيب هو القول بأن جميع المغاربة متجانسين . و أرفض تدخل الفرنسيين بأمورنا . أما لغة الأمازيغ ليست تلك التي صنعت في مختبرات فرنسا

    ردحذف
  7. إن كنت ساخطا على العرب و اللغة العربية فلا تكتب بها لتعبر عن مشاعرك المتهافتة، أكتب باللغة البربرية التي تفتخر بها و تحسنها و نرى من سيفهمك!

    ردحذف