الأربعاء، مايو 25، 2011

الأمازيغية بين التوحيدية و التجزيئية ، محاورة صريحة مع أخ أمازيغي

بقلم : الهلالي امحمد
(نقلا عن موقع حركة التوحيد و الإصلاح بتاريخ 23 يناير 2011 )
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الحركة الإسلامية و الحركة الأمازيغية
على مدى العقود الثلاثة الماضية احتلت القضية الأمازيغية مكانة هامة في وعي و خطاب فئات واسعة من النخبة المغربية و سجلت حضورا لافتا في برامج المكونات الأساسية لمشهدنا الوطني .
و بذلك ظل التوافق هو الغالب في تعاطي المغاربة مع قضية يكاد ينعقد
شبه إجماع على مكانتها و أهميتها كمكون حيوي من مكونات الهوية الوطنية و كرافد من روافد الغنى و الثراء الذي يسم الخصوصية الحضارية للمغرب دون أن يمنع ذلك من تسجيل تمايز في وجهات النظر إزاء بعض القضايا التفصيلية أو تباين في المواقف حُيال أسبقية أو أولوية بعض من ملفاتها .
تعاطي الحركة الإسلامية في مجمله لم يخرج عن هذا المنحى التوافقي و نجح إلى حد ما في عدم الانجرار وراء بعض الاستفزازات و السقوط في فخاخ بعض الأجندات التي تسعى إلى خلق اصطفافات ذات طبيعة عقائدية أو فكرية بين أصحاب الأطروحة التي تتمحور حول الدين و أعني الإسلاميين ، و بين الأطروحة التي تتمركز على العرق وأعني بذلك التيار الأمازيغي العلماني .
فطالما حاول البعض استغلال هذه القضية للإيقاع بين التيارين أو كورقة في صراع أيديلوجي أو سياسي لإيقاف مدّ هذا الطرف أو لتموقع الطرف الآخر ؛ فالإسلاميون أبطلوا مفعول الفخاخ المنصوبة أمامهم لجعل التيار الأمازيغي مفرملا لتمددهم الشعبي و السياسي ، و التيار الوطني الأمازيغي نجح إلى حد كبير في عدم السماح باستعمال الأمازيغية كمجرد ورقة في صراع إديلوجي أو تنافس سياسي أو كمجرد ورقة في سجال مجتمعي ، إيمانا من الجميع أن المقاربة التوافقية والانخراط الجماعي هو أضمن طريق لخدمة الأمازيعية و رفع ما يطالها من تهميش و تبويئها المكانة التي تستحق في النسيج الوطني .
حركة التوحيد و الإصلاح واحدة من الهيئات التي انشغلت و ما زالت بهذه القضية و ساهمت بأقدار معتبرة فيما تحقق من إنجازات إن على مستوى الخطوات التي قطعتها جهود رفع التهميش عنها أو على مستوى مساعي التمكين لها في النسيج الوطني المغربي ثقافيا و إعلاميا و تعليميا .
ما تحقق للقضية الأمازيعية من إنجازات على طريق التمكين الثقافي و الاجتماعي و السياسي لهذه القضية ، يعد إنجازا مجتمعيا يستوجب صيانته و تنميته .
غير أن ما طفا على السطح في الآونة الأخيرة من تطورات ذات الصلة ، و ما سجلته بعض الجوانب التفصيلية من سجال ، كل ذلك سينعكس بشكل سلبي على الحراك الاجتماعي و التفاعل المجتمعي و ينذر بتقلص مساحات التوافق و توسع هوامش السجال و الخلاف هول هذه القضية .
حركة التوحيد و الإصلاح و القضية الأمازيغية
كغيرها من القضايا الأساسية و كمكون من مكونات الهوية الوطنية و رافد من روافد الإنسية المغربية ، ظلت القضية الأمازيغية حاضرة في قلب اهتمام الحركة الإسلامية تتفاعل مع المطالب المشروعة لرفع التهميش عنها و تنخرط في الفعاليات الرامية إلى النهوض بها تراثا و ثقافة و أداة تواصل و تخاطب في الحياة العامة ، و تدعم جهود تعزيز حضورها في برامج التعليم و الإعلام و الثقافة و باقي مجالات الحياة العامة .
غير أن ذلك لم يمنع حركة التوحيد و الإصلاح من الجهر بقوة بمواقفها إزاء بعض المطالب الملتبسة بل و الانخراط في الحراك التدافعي ، مع مشاريع توظيفها لخدمة أجندات تجزيئية أو إلحاقية غايتها افتعال اصطراع بينها و بين باقي مكونات الهوية المغربية و خاصة العروبة و الإسلام ،
فقد انخرطت فعاليات الحركة بقوة في الجهود المجتمعية للتصدي للمساعي الرامية إلى استغلال القضية الأمازيغية لأغراض إيديولوجية أو سياسية أو إثنية ، أو محاولات الركوب عليها و التستر وراء بعض جوانبها من أجل اختراق المجتمع المغربي و التمكين عبر بوابتها للتطبيع مع الكيان الصهيوني والانخراط في حملات تبيض جرائمه البشعة . و مواجهة مساعي فصل المغرب أو عزله عن عمقه العربي و الإسلامي سواء من خلال السعي لتبني الحرف اللاتيني في كتابتها أو عبر توظيف بعض المزاعم الحقوقية الهادفة إلى الابتزاز و الضغط لفائدة قضايا أخرى في المحافل و المنابر الدولية .
فعلى المستوى التصوري ، انطلقت الحركة في تعاملها مع القضية الأمازيغية ، من مقاربة دينامية منفتحة و إيجابية سلكت مسلكا يتميز بالمرونة حيث تبنت موقف الدعم و الإسناد لما رأته مشروعا لكنها انحازت إلى موقف التدافع بل والمواجهة أحيانا عندما يتعلق الأمر  بقضايا تعتبرها الحركة متصادمة مع مشروعها الرسالي أو مضرة بمصلحة التعايش و التساكن التي شيد الإسلام صروحها قبل 14 قرنا .
و على المستوى العملي وتجسيدا لهذه المقاربة ، فقد ظلت فقرة حول القضية الأمازيغية و ما زالت ، من الفقرات الثابتة في هندسة موضوعات البيانات الصادرة عن هيئات الحركة و خطابات قيادتها . بل احتلت مكانة معتبرة في برامج التثقيف و التكوين الخاصة بالحركة ، جنبا إلى جنب مع أولويات التوعية الداخلية و الأعمال الإشعاعية .
أكثر من ذلك ، فقد قررت الحركة في مرحلة تالية ، مأسسة جهودها في التعاطي مع القضية الأمازيغية فأسست لجانا و جمعيات تعنى بهذه القضية ، و عقدت أياما دراسية و ندوات علمية ، و ذلك تمهيدا لإنشاء تخصص أمازيغي يساهم في بلورة تصور للحركة ينطلق من المبادئ و القيم الإسلامية و يتدافع مع مشاريع تحويلها إلى قضية لبث النزاع و الفرقة داخل المجتمع الواحد الموحد ، و هو ما وفقت الحركة إلى حد كبير في التعبير عنه في البيان الختامي الصادر عن آخر جمع عام و طني انعقد في الصيف المنصرم حيث جاء فيه : << و إذ ينوه الجمع العام بالجهود المبذولة للنهوض بالأمازيغية و إعادة الاعتبار لها كمكون حيوي من مكونات الهوية المغربية (فإنه) يدعو إلى تعزيز هذه الجهود في مختلف مجالات الحياة العامة و لاسيما التعليمية و الثقافية و الإعلامية و الاجتماعية و ذلك وفق مقاربة وطنية تقوي الوحدة في إطار التنوع و ترفض كل استغلال ضيق للأمازيغية لخدمة مشاريع استهداف مكانة العربية و الهوية الإسلامية للمغرب >> .
فالأمازيغية بالنسبة للحركة مكون من مكونات ثلاث للهوية المغربية إلى جانب العربية و المرجعية الإسلامية ، و الجهود الرامية إلى النهوض بها و إعادة الاعتبار لها منوه بها ، بل أن الحركة تدعو إلى تعزيزها و تعميمها لتشمل مختلف مجالات الحياة العامة و لاسيما التعليمية و الثقافية و الإعلامية لكن بشرط أن يكون كل ذلك بمقاربة وطنية تستبعد التدخل الخارجي و تنأى عن الاستقواء بالأجنبي و تسعى في نهاية المطاف إلى تحقيق هدفين مركزيين : يتمثل الأول في تقوية الوحدة المراعية للتنوع ، بينما يتمحور الثاني حول رفض الاستغلال الضيق للأمازيغية لخدمة مشاريع استهداف مكانة مكوني الهوية المغربية المتمثلين في العربية و المرجعية الإسلامية .
و من هذا المنطلق فالحركة و هي تنوه بالجهود الرامية إلى إعادة الاعتبار و النهوض بالأمازيعية و تطالب بتعزيزها ، فهي تقر بحجم التهميش الذي يطال الأمازيغية لكن مع تمايز واضح مع بعض الأطروحات السائدة في هذا المجال فيما يتعلق بمصدر و أسباب هذا التهميش و كذا في سبل مواجهته .
فالحركة بخلاف التيار التغريبي و الإثني ترى في الهيمنة الفرنكفونية و التمييز اللغوي الذي تحظى به لغة المستعمر السبب الرئيسي لهذا التهميش و هذا الحيف الذي تعاني منه كل من الأمازيغية و باقي مكونات و ركائز الهوية الوطنية من عربية و مرجعية إسلامية ، و أن النضال من أجل تعزيز المرجعية الإسلامية أو من أجل التعريب هو بالضرورة من أجل التمكين للهوية الوطنية التي تعتبر الأمازيعية رافد من روافدها الأساسية .
ومن ثمة يتعين تضافر الجهود لرفع هذا التهميش في مواجهة مسبباته الحقيقية و المتمثلة أساسا في هيمنة الثقافة الأجنبية الإحلالية التي لا تضمن استمرار وضعها الاعتباري إلا في ظل استمرار افتعال الصراع بين مكونات هذه الهوية .
إن مقاربة من هذا النوع لا تحظى بموافقة عموم أعضاء الحركة بل هناك اختلاف واضح إن لم يكن في النوع فعلى الأقل في الدرجة حيث يسجل تباين : أولا في تقدير مستوى أداء الحركة و حجم مسؤوليتها بهذا الخصوص ، و ثانيا في نوع وطبيعة المقاربة الواجب انتهاجها في التعاطي مع ملف الأمازيغية .
حركة التوحيد و الإصلاح و مزاعم التقصير في دعم القضية الأمازيغية
 يرى كثيرون داخل حركة التوحيد و الإصلاح أن "القضية الأمازيغية" لم تعد تسجل ذات الحضور لكنهم يختلفون في تقدير سبب ذلك و ما إذا كان ذلك ناتج عن تراجع الحركة في تبني هذه القضية و سعت قاصدة إلى تهميشها في خطابها أم أن ذلك يعود لأسباب أخرى بعيدة عن مزاعم التقصير .
فبينما لا يستبعد البعض المسؤولية التقصيرية للحركة عن تواري "القضية الأمازيغية" وراء قضايا و أولويات أخرى متخوفا من أن يشكل ذلك بداية لانزياح الحركة عن الطبيعة الإسلامية إلى طبيعة قومية و عروبية ، قد تكرر ما حصل في موريتانيا من ردود فعل على ما اعتبر إضرارا بالتنوع العرقي و اللغوي الذي يميز هذا البلد ، أو ما وقع في إقليم كردستان الذي اضطر فيه بعض المتدينين إلى تأسيس حركة إسلامية كردية بعدما عجزت الحركة الإسلامية ، حسب زعمهم ، عن التجاوب مع المطالب الثقافية و اللغوية و الإنسانية للأكراد . لا يسلم البعض الآخر لا بالطرح ولا بمستنداته .
فعلى فرض صحة طرح من هذا القبيل إلا أن ذلك لا يمكن بحال من الأحوال أن ينقض من إسلامية الحركة الإسلامية و لا أن يرتفع بالأمازيغية إلى المستوى الذي تصبح معه مؤشرا على الأسلمة على اعتبار أن تراجع "القضية الأمازيغية" في الخطاب الثقافي العام و ضمنه خطاب الحركة الإسلامية عموما و حركة التوحيد و الإصلاح على وجه الخصوص مقارنة مع حجم حضورها في مراحل سابقة لا يعدو كونه تراجع لمقاربة معينة في الطرح و توار لجهود توظيفها و استغلالها لأجندات محددة ، لا سيما بعد أن افتضحت بعض النوايا أو بعد انتقال خطاب معين إلى ما يسميه بالمرحلة السياسية بعد استنفاذ المرحلة الثقافية لأغراضها و انفضاض المخدوعين فيهم عنهم .
من جهة أخرى فإن التراجع في الخطاب أو في الحضور العام لا يعني سوى تراجع لخطاب المطالب أمام تراكم الإنجازات و تعزز المكتسبات و هو ما يعني تراجع لحالة التوتر و الصراع الذي أدخلها إليه خطاب دغمائي علماني و إثني  و دخول القضية إلى دائرة التوافق في ضوء السياسة العمومية منذ إحداث المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية و ما تلاه من برامج و إجراءات .
و من هذا المنطلق ، حسب وجهة النظر هذه فقد ساهمت السياسة الرسمية المعتمدة في احتواء القضية الأمازيغية و إدماج مناضليها في المؤسسات المحدثة للنهوض بها و هو ما أرجع القضية إلى حجمها الطبيعي في الحضور العام بما في ذلك لدى المكونات المجتمعية المعنية بها
أما بالنسبة لحركة التوحيد والإصلاح فلا بد من الإقرار أن خطابا أنتج من قبل نشطاء حركيين بدافع الحماس الشخصي و التفاعل الميداني أكثر منه لمؤهل علمي أو منهجي ، فضلا عن غياب المصاحبة و التأطير أو التوجيه القيادي ، هذا الخطاب لا يمكن المراهنة عليه للوصول إلى أكثر مما وصل إليه خصوصا في سياق التحولات التي تشهده هذه القضية و الأسئلة الجديدة التي تطرحها .
كما أن تجاوز هكذا و ضع يتطلب من الحركة أن تتدخل لاستعادة زمام المبادرة و إعادة هيكلة جهودها في التعاطي مع قضية بهذا الحجم و إعادة تأسيس رؤيتها تصورا و خطابا بكل ما يتطلبه الموقف من جرأة و شجاعة فكرية .
القضية الأمازيغية بين المقاربة التوحيدية و الطرح التنازعي
من حيث المقاربة يمكن التمييز أيضا بين وجهتي نظر في متن الخطاب الذي يستعمله أبناء حركة التوحيد و الإصلاح في مقاربتهم لبعض أسئلة القضية الأمازيغية ، المقاربة الأولى أسميها مقاربة توحيدية ائتلافية توفيقية ، والثانية يمكن نعتها بالمقاربة التنازعية الأحادية و التي و إن تمايزت مع الطرح التجزيئي الإثني على مستوى الخطاب، فهي لا تبتعد عن مقتضياته على مستوى الممارسة .
فالمقاربة التوحيدية تقارب موضوع الدفاع عن الأمازيغية بمقاربة تؤلف بين مكونات الهوية الوطنية الثلاثة ، كما سبق شرحه آنفا ، ضد عنصر دخيل عليها ، و مفروض بسطوة النفوذ الأجنبي و السلطوي ، و توجه بوصلة جهودها ضد هذا  العنصر . و تقول بتلازمية النضال ثلاثي الأبعاد لإعادة الاعتبار و النهوض و التمكين للهوية الوطنية بروافدها الثلاثة . و في ذات الوقت لا تجامل الأطروحات التجزيئية أو المقاربات الإثنية أيا كان مصدرها ، فتنظر إلى الخطاب الأقلي الإثني في التيار الأمازيغي على أنه وجه آخر للخطاب القومي العروبي الذي ساهمت الحركة الإسلامية في التصدي له والحد من غلوائه انطلاقا من نفس الاعتبارات و المنطلقات التي تواجه بهما الخطاب الإثني الأمازيغي .
و على العكس من ذلك لا تبتعد المقاربة التنازعية الأحادية التي يسقط فيها بعض المشتغلين بالقضية الأمازيغية حتى من داخل حركة التوحيد و الإصلاح  كثيرا عن النتائج العملية التي ينادي بها أصحاب الطرح الأقلي الإثني .
فالمنطلقات الإسلامية و الخطاب الإسلامي التي ينطلق منها هؤلاء في مقاربتهم لبعض موضوعات الأمازيغية تضعهم من جهة في حالة من التوتر و التنازع مع حملة المقاربة التوحيدية ، و في الجهة المقابلة في حالة من المجاملة والمداهنة مع أصحاب الطرح التجزيئي و الممالاة لبعض رموزه .
فبدعوى عدم إثارة هؤلاء وتجنب استعدائهم يضغط أصحاب ما أسميته بالطرح التنازعي في اتجاه تكرار موقف اللاموقف بصيغه العامة و مفاهيمه الفضفاضة حتى و إن تعلق الأمر بقضايا حيوية كما هو الشأن مع حالة ارتماء بعض نشطاء التيار الإثني في أحضان الكيان الصهيوني و انخراطهم في التطبيع معه .
و لاعتبارات غير بعيدة عن ذلك ، يحاول هؤلاء احتكار الحديث باسم الأمازيغية و نزوعات مصادرة الرأي حولها بدعوى تجنب الاحتكاك مع الطروحات المتدافعة مع الحركة و حالة الإرهاب الفكري و الرمزي الذي يمارس باسم القضية وبدعوى الدفاع عنها في بعض المناسبات ، أو التعبير عن موقف إزاءها ، كل ذلك يؤشر بوضوح على الطابع التنازعي الأحادي لهذه المقاربة .
و اليوم لا أنكر بأن مياها كثيرة جرت تحت جسر الحركة وأصبح من المتعذر مناقشة هذا الموضوع دون السقوط في مشاحنات و مماحكات و دون خلق أجواء من الترهيب إلى درجة أصبح معه الاعتقاد سائدا بأن أهلية الحديث و التحدث في الأمازيغية أصبحت مقصورة على البعض دون البعض الأخر .
إن المطلوب الآن هو إعادة فتح نقاش هادئ و جريء حول القضية الأمازيغية في ارتباط بالمشروع الرسالي للحركة بدءا من التساؤل حول موقعها من رؤية و رسالة الحركة و وصولا إلى بلورة مقاربة إسلامية حول هذه القضية و مرورا بتحديد إجابات واضحة حول بعض القضايا المثيرة للجدل .
و الخلاصة هو أنه حتى و إن سجل فتور من حركة التوحيد والإصلاح في المرحلة الأخيرة ، في تعاطيها مع هذه القضية و بقاء خطابها في الموضوع حبيس الأدبيات العامة فإنه ما زال الوقت متاحا من أجل الانكباب على صياغة وثيقة مرجعية بخصوص القضية الأمازيعية تدقق في معالم رؤيتها و تقطع مع أي تردد نابع من اعتبارات خارج مقاضيات الرسالية و مستلزمات الشهادة على الناس و وحده النقاش الصريح و الجريء بعيدا عن الطابوهات و بعبدا عن نفس الاتهام و التشنج هو الذي من شأنه أن يرقى بمقاربة و أداء الحركة في موضوع الأمازيغية إلى مستوى الطرح الإسلامي التوحيدي المؤسس على ركائز الوطنية و التوافقية و الائتلافية .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق