الجمعة، سبتمبر 30، 2011

جوانب من نظرة أمريكا إلى الأمازيغية في المغرب (4)

خلاصة زيارة قرية «آنيف» قرب الحدود المغربية-الجزائرية :
الأولوية في مطالب الجمعيات الأمازيغية للتنمية الاقتصادية و الاجتماعية للمنطقة . 

ملف من إعداد : أحمد العربي
( نقلا عن جريدة التجديد بتاريخ 28 شتنبر 2011 )
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هذه البرقية التي تحمل الرقم الترميزي 06RABAT615 ID ، و التي أرسلت من سفارة الولايات المتحدة الأمريكية بالرباط يوم 6 أبريل 2006 على الساعة الثانية عشرة ليلا ، و هي الجزء الثالث من التقرير عن الرحلة التي قام بها أحد أعوان السفارة الأمريكية بمناطق تفلالت ، و خصصها لملاقاة ممثلين عن الجمعيات الناشطة في
الحركة الأمازيغية بالمنطقة . و هذا الجزء الثالث من الرحلة قد قاد مبعوث السفارة الأمريكية إلى قرية «آنيف» قرب الحدود المغربية -الجزائرية ، حيث التقى في اجتماع عقده بدار الشباب هناك بممثلين عن خمسة جمعيات هي : »تاسورت» و «الراغ» و »توغزا» و آشبارو» و »بوغافر» ، هذه الأخيرة التي قال عنها إنها الأكثر تطرفا ، لأنها تطالب بتمزيغ المغرب بأكمله ، أي بإقرار اللغة و الثقافة الأمازيغيتين في كل المغرب ، حسب الوثيقة . و »بوغافر»، حسب الوثيقة ، هو جبل يقع على بعد ثلاثين كلمترا من «النيف» ؛ كانت قد جرت على مقربة منه معركة ضارية في سنة 1930 بين قوات الاستعمار الفرنسي و قبائل المنطقة التي حاصرت قوات الاحتلال في أحد الخلجان هناك لمدة ستة أشهر . بينما ارتكزت مطالب الجمعيات الأمازيغية هناك على التنمية الاقتصادية و الاجتماعية للمنطقة بالدرجة الأولى ، وأما المطالب الهوياتية فتأتي بالنسبة لها بعد ذلك .
و حسب الوثيقة ، التقى مبعوث السفارة بأحد مناضلي جمعية «بوغافر» التي تعد حسب رأيه أهم الجمعيات الأمازيغية بالمنطقة ، و اسمه عبد العزيز برداهيم ، الذي عاد إلى «النيف» بعد إنهاء دراسته في النرويج بحصوله على ماستر من جامعة «ترومسو»، ببحث بعنوان : » توعية بهوية السكان الأصليين : حالة الأمازيغ بالدولة العربية المغربية ؛ أحرار في اسمنا ولكن غير مرئيين في أرضنا »
(«Indigenous Identity Awareness: The Case of Imazighen in the Moroccan Arab State -- Free in our name but invisible in our land
حسب الوثيقة يؤكد برداهيم بأن الحكومة قد استبدلت معلمين و أساتذة أمازيغ لهم ميول إسلامية بأمازيغ آخرين . ذلك لأن بقاءهم في مدارس المنطقة قد يحول الجمعية إلى جمعية إسلامية أكثر منها أمازيغية . خصوصا و أن أغلب العاملين في المجال الجمعوي هم من رجال التعليم .
و يخلص التقرير إلى القول بأنه : « في حين أن الذين التقى بهم مبعوث السفارة كانوا حريصين على إبراز الأنشطة الإنمائية و الثقافية التي شاركوا فيها ، إلا أنهم أشاروا إلى أنهم محرومون بسبب نقص المياه و بسبب الهجرة من المنطقة . و بالنسبة للجزء الأوسع من السكان هناك ؛ فإنهم يعبرون عن إحساس بالإحباط ، و يشعرون بأنهم مهملون من طرف السلطات المركزية . و في اعتزاز بتراثهم الأمازيغي لم يبلغوا إلى درجة «بيعه» ، كما هو الحال في منطقة آرفود إلى السياح . و يبدو أن فخرهم بهويتهم يتجه أكثر إلى اتخاذ شكل نشاط ذي بعد سياسي . و لكونهم يعيشون في هذه المنطقة النائية التي كانت في زمن ما مزدهرة بمنتجات النخيل ، فإن ممثلي الجمعيات يبدون أكثر حرصا على تنمية المنطقة ، غير أنهم يبدون إحساسا بأن المنطقة تموت ؛ بسبب إهمال الحكومة و بسبب أعداد الشباب من الذكور الذين يهجرون المنطقة ».

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق