الجمعة، سبتمبر 30، 2011

جوانب من نظرة أمريكا إلى الأمازيغية في المغرب (5)

خلاصات رحلة بين الجهة الشرقية لسلسلة جبال الأطلس الصغير و الجهة الغربية :
المجتمع في المغرب العميق مندمج مع بعضه ،و لا يهتم بقضايا الهوية الأمازيغية .

ملف من إعداد : أحمد العربي
( نقلا عن جريدة التجديد بتاريخ 28 شتنبر 2011 )
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
البرقية الرابعة في سلسلة التقارير عن رحلة موظف السفارة الأمريكية بالرباط إلى منطقة تافيلالت و درعة وراء جبال الأطلس الصغير ؛ تحمل الرقم الترميزي06RABAT635 ID ، و قد تم إرسالها يوم 7 أبريل على الساعة الثانية عشرة ليلا . و هي تقدم تقريرا عن انتقال مبعوث السفارة من الجهة الشرقية لسلسلة جبال الأطلس الصغير ،
إلى الجهة الغربية من هذه السلسلة الجبلية ، حيث لاحظ أن الجمعيات في غرب الأطلس الصغير هي أكثر تنظيما من مثيلاتها في شرقه ، و كما جمعيات الشرق فإن جمعيات غرب الأطلس الصغير مهتمة أكثر بمشكل ندرة الماء ، و بمشكل تعليم البنات و محو الأمية أكثر من اهتمامها بشيء آخر تهتم به جمعيات المدن أكثر من جمعيات القرى الأمازيغية. و قد التقى مبعوث السفارة بالسيد عبد السلام الماجدي رئيس جمعية المنار بآكَْدز ، الذي يعمل صيدليا، و يهتم كثيرا بمشاكل منطقته . و يقول مبعوث السفارة عن هذه الجمعية إنها قد تلقت الأموال من عدة جهات بما فيها الحكومة المغربية و جمعيات غير حكومية من فرنسا و من أمريكا و غيرها . و قد تناول الموظف الأمريكي الغذاء في منزل رئيس الجمعية بآكَْدز ، حسب الوثيقة ، حيث تركز النقاش خلال الغذاء حول المشاكل الاقتصادية للمنطقة : مشكلة التنمية الاقتصادية ، و الثقافة ، و قضايا المرأة . و ذكر موظف السفارة أنه استجابة لطلبه فقد هيأت النسوة بمنزل السيد الماجدي طعاما مغربيا ، غير أنه لاحظ بأنهن لم يهيأن طعاما أمازيغيا رغم أن المنطقة أمازيغية ؛ و هو ما يعني أن المجتمع في المغرب العميق مندمج مع بعضه و لا يهتم بقضايا الهوية الأمازيغية – العربية كما تهتم بها بعض النخب ، خصوصا في المدن . و نفس الشيء لاحظه في جمعية أخرى بقرية «تاعقيلت» حيث الهم الأول هو التنمية القروية و تعليم النساء و النهوض بهن . و قد حاول رئيس «جمعية تاعقيلت» أن يبلغ لمبعوث السفارة آراء النساء غير أن عرضه قوبل بالرفض من طرفهن . فالنساء هنا اللواتي لا يعترفن بما اصطلح على تسميته بثقافة أو بالأحرى تفرقة الجندر قررن التعبير بأنفسهن ، حيث عبرن عن أسفهن واستيائهن من توقف برامج محو الأمية لدى النساء في المنطقة . و قد رأى موظف السفارة الأمريكية أن النساء، حتى الأميات هن ملتزمات جدا بقضاياهن و يعبرن عنها بوعي . و قد جلست النساء والرجال في نفس القاعة ، ولكن الاحترام كان سائدا بشكل واضح .
و في اتجاه تارودانت ، التقى مبعوث السفارة بأعضاء جمعية تنموية أخرى بـ «تالوين» هي «جمعية آيت سعدان» ، تفتخر أكثر بتمكنها من توفير نظام ري جديد للمنطقة و من فرص لتعليم الفتيات ، و هذان هما المشروعان اللذان هما مصدر فخر هذه الجمعية ، أما الثقافة و اللغة الأمازيغية و التاريخ الأمازيغي فقد كانت موضوع نقاش عابر خلال الغذاء ، حيث عرف النقاش اختلافات في وجهات النظر حول الموضوع .
و يخلص التقرير إلى التعليق التالي : « سواء الجانب الغربي أو الشرقي من الأطلس الصغير لهما نفس مشكل النقص في المياه ، و إن لم يكن المشكل في الغرب بنفس حدته في الشرق . و مدن و قرى المنطقة تبدو متباعدة جدا ، و لا يتأتى الوصول إليها إلا عبر طرق و عرة من الوحل الجاف . غير أنه حتى في أبعد الأماكن و أقصاها التقى مبعوث السفارة بأناس مثقفين و واعين ، يحرصون على تنمية قراهم و ازدهارها . و يحافظ «اتحاد آكَْدز لتنمية وادي درعة» (UDRAD) بالاشتراك مع جمعيات أخرى محلية بأمل كبير بالنسبة للمنطقة و تنشيطها اقتصاديا و اجتماعيا » .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق