الخميس، أغسطس 19، 2010

مكانة اللغة العربية من ربانيتها ..!

بقلم : رشيد سودو
( 29 أبريل 2010 ـ عن موقع حركة التوحيد و الإصلاح )
ــــــــــــــــــــــــــــــ
مما قد يلاحظه الباحث والدارس المتشيع للأطروحة الإسلامية من موقع العقل الفقهي الإيماني ، على السيل من البحوث التي كتبت ، في الآونة الأخيرة ، حول مكانة اللغة العربية بين باقي اللغات ، و مكانتها عند قومها من أصحاب اللسان العربي و أنصارها من أتباع الدين الإسلامي ؛ يجد أن معظمها غلّب البعد العقلي المادي الظاهري على
البعد العقلي الغيبي العقدي، رغم أنه لا تعارض بينهما ، بل على العكس هناك تعاون و تكامل في بناء الاستدلال الصحيح المنتج للرأي القويم ... و لعل الذي حملهم على تغييب البعد الغيبي العقدي و مصادرة حقه في الحضور كمعطى أساس في المضمار الاستدلالي ، هو اعتقادهم أنه بعد غيبيٌّ ميتافيزيقيٌّ لا يرقى إلى مقام الاستدلال العقلي الحضاري المقنع ... و كذلك حتى لا يُتهموا باللاعقلانية و الخرافية و العقائدية المتبلدة ... و أذكر أنني ــ أيام معركة الحروف الثلاثة (العربي و التيفناغ و اللاتيني) ــ قلت لأحد الإخوة الخائضين لهذه المعركة و الحاملين لواء الدفاع عن الحرف العربي : << أراكم غيبتم البعد العقدي الغيبي بمنطقه العقلي ، و اكتفيتم بالبعد الحضاري ، و التاريخي ، و الواقعي .. ! >> . فرد عليّ قائلا : << يجب علينا أن لا نقحم الدين بغيبياته في الموضوع حتى لا نتهم بأننا نوظف العاطفة الدينية لتهييج العامة ضد خصوم الحرف العربي . و لا نتهم بإغفال الاستدلال العقلي لصالح الانفعال العاطفي . وأعتقد أن خوضنا للمعركة بآليات حضارية كفيل بأن يحسم النتيجة لصالح قناعاتنا >> . و كان مما ختمت به حواري معه ، قولي : << أخشى أن تحرموا أنصار الحرف العربي من فرص علمية و أخرى عاطفية ذات منحى سياسي ضاغط ، أعتقد أنها قمينة بحسم المعركة لصالح الحرف العربي أكثر من الأسلوب "الحضاري" الذي تديرون به المعركة على طريقتكم .. بل إن من صميم الوعي الحضاري و التاريخي و الواقعي ، أن يكون الدين حاضرا في ساحة التدافع بكل أبعاده الغيبية و الشهودية . وأنتم لستم في مجلس مناظرة فكرية ، و إنما أنتم في ساحة معركة كيدية خبيثة لا يتورع خصومكم فيها عن توظيف كل الوسائل (الأسلحة) المتاحة لهم ، العقلية و العاطفية و التدليسية و الضغوط الأجنبية و غيرها من وسائل منكرة .. طبعا لا أدعوكم لتكونوا أمثالهم و تسلكوا مسالكهم اللاأخلاقية ، و إنما أحذركم من ردود الأفعال الساذجة بدعوى الحفاظ على المظهر الحضاري ، ليُقال عنكم : حضاريون)..! >> .



و للأسف أن المعركة حسمت ضد الحرف العربي القرآني .. و أكيد أنها لم تحسم بالاستنتاجات العلمية و إنما حسمت بالضغوط السياسية و الاستعانة بمراكز القوى التي لا علاقة لها بالأبعاد العلمية أو الحضارية ، بل هي عدو لدود لها ...!



و عليه فقد وجب على العقل الفقهي الإيماني أن يتدخل بعقلانيته و واقعيته و إيمانيته و أخلاقيته ، مستحضرا كل المعطيات و متحررا من كل ردود الأفعال الانهزامية ؛ و يعرض بلا تحرج أطروحاته في كل القضايا ، و من ضمنها قضية ربانية اللغة العربية و تفضيل الله لها على سائر اللغات ... و هذا المسلك المعرفي هو الذي سنتبعه في موضوعنا هذا وفي غيره من مواضيع لاحقا ، إن شاء الله .



فمن المغالطات التي لا يقبلها العقل الفقهي الإيماني و لا يستسيغ التسليم بها ، كون اللغة العربية لغة كباقي اللغات ، لا فضل و لا تشريف إلهي لها ، لا قبل نزول القرآن و لا بعده ... وقد انخدع بهذه المغالطة كثير ممن ينافحون عن لغة القرآن منافحة "حضارية" بالصيغة التي أنكرناها قبل قليل على إخوتنا الذين خاضوا معركة الحرف المناسب للغة الأمازيغية .



و أهم ما يمكن الاستدلال به على أن الله فضل اللغة العربية على غيرها هو القاعدة الكلامية ــ نسبة إلى علم الكلام ــ و هي في أساسها قاعدة عقلية .. و هي: << الترجيح بدون مرجح عبث >> . و الاختيار الإلهي للغة العربية هو ترجيح و تفضيل لها على غيرها .. والله خبير حكيم لا يعبث في كونه .. تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا . << أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون فتعالى الله الملك الحق لا إله إلا هو رب العرش الكريم >> ( سورة المؤمنون ) . فالذرة المتناهية في صغر حجمها إذا وجدت في موقع داخل البنية الكونية القاهرة للخيال بشساعتها ، فإن الله هو الذي أراد لها ذلك المكان و ما يترتب عليه من وظائف و أدوار و حكم لا يحيط بها إلا خالقها سبحانه..



و بالرجوع إلى القرآن الكريم سنجد أن لله سننا يجب أن نفهم من خلالها فعله الرباني في الوجود .. سننا إلهية ، كونية و تشريعية .. و من هذه السنن سنة الاختيار و الاصطفاء الإلهي لبعض خلقه من بعض وتفضيل بعضهم على بعض .. << و ربك يخلق ما يشاء و يختار . ما كان لهم الخيرة >> ( القصص ـ 68 ) .



يقول الشيخ شلتوت ، مسترشدا بهذه الآية: << هؤلاء هم البشر من عهد آدم لا يحصيهم العد ، خلقهم الله جميعا . و لكنه اصطفى منهم لقيادة الخلق من شاء و يصطفي منهم إلى يوم القيامة من شاء : اصطفى العلماء و الفلاسفة ، و اصطفى القواد و المصلحين ، ثم اصطفى الأنبياء و المرسلين : << إن الله اصطفى آدم ونوحا و آل إبراهيم و آل عمران على العالمين >> ( آل عمران ـ 33 ) ، << الله أعلم حيث يجعل رسالته >> ( الأنعام ـ 124 ) ، << يا موسى إني اصطفيتك على الناس برسالتي و بكلامي >> ( الأعراف ـ 144 ) << و هو الذي جعلكم خلائف الأرض و رفع بعضكم فوق بعض درجات >> ( آخر الأنعام ) . و هذه الأمكنة منذ خلق الله الأرض ، و جعلها للناس مستقرا و مقاما ، يمتاز بعضها عن بعض ، منها مهابط الوحي و منها منابت الذكرى، و منها مثابة التقديس و العبادة ، قد اصطفاها الله على سائر الأماكن ، و جعل أفئدة من الناس تهوي إليها . << إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا و هدى للعالمين فيه آيات بينات مقام إبراهيم و من دخله كان آمنا >> ( آل عمران ـ 96 ) . << فلما أتاها نودي : يا موسى إني أنا ربك فاخلع نعليك إنك بالواد المقدس طوى، و أنا اخترتك فاستمع لما يوحى >> ( طه ـ 11 ـ 13 ) . << سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله >> ( أول الإسراء ) .



و هذه الأزمنة منذ خلق الله الليل و النهار تتتابع أياما إثر أيام ، و أعواما إثر أعوام ، و كلها متشابهة متناسقة تطلع شمسها و تغيب ، و يتجلى نهارها و يغشى ليلها ، و لكن الله اصطفى منها مواسم لرحمته ، و اختار منها أياما و ليالي لنعمه و أفضاله . << و الفجر و ليال عشر >> ( أول الفجر ) . << إن قرآن الفجر كان مشهودا >> ( الإسراء ـ 78 ) . << ليلة القدر خير من ألف شهر >> ( القدر ـ 3 ) ... انتهى كلام شلتوت . و من أراد التوسع في الموضوع فليرجع إلى كتاب << زاد المعاد في هدي خير العباد >> لابن القيم الجوزية المجلد الأول ، فقد أطال و أجاد.



و على هذه السنة الإلهية اختار الله في جملة ما اختار، و فضل في جملة ما فضل ، اللغة العربية لتكون لسان وحيه الخاتم و وعاء لرسالته الخالدة . و صدق شاعر النيل حافظ إبراهيم يوم انتصر للغة العربية ضد خصومها بقوله :



وسعت كتاب الله لفظاً و غاية و ما ضقت عن آي به و عظات



فكيف أضيق اليوم عن وصف آلة و تنسيق أسماء لمخترعات



يمكن القول بأن اللغة العربية تطورت عبر تاريخها الطويل لتنتهي إلى حالة من القابلية و الاستعداد لتكون لسان الخطاب الإلهي الخارق المعجز . و بنزول القرآن ستحظى اللغة العربية بالدفعة التطورية الكبرى و تستمر في نموها المتجدد لا يلحقها البلى كما لحق غيرها . فالكتاب الذي يهدي للتي هي أقوم ، و الذي صح فيه << لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله >> ( سورة الحشر ـ 21 ) ، و صح فيه كذلك : << و لو أن قرآنا سُيّرت به الجبال أو قطعت به الأرض أو كلم به الموتى >> ( سورة الرعد ـ 31 ) ... هذا القرآن صاحب الخاصية الهادية العظيمة ، التي لا يحيط بمعرفتها على التفصيل و التحقيق إلا الله ، بحيث يؤثر في الجبال الراسيات و الصخور القاسيات ، فكيف لا يؤثر في قلب المتدبر له ، على حد إشارة العلامة ابن الوزير (ت: 840هـ) في كتابه القيم (ترجيح أساليب القرآن على أساليب اليونان) ... هذا القرآن ذو الأثر المعجز في الكون ، هو الذي كرم الله به لغة العرب البدوية و احتوته ليكون روحها القوية التي ستُكسب شخصيتها تماسكا متينا و تُصبغ على ملامحها رونق الشباب المتجدد ، و تجعلها ثابتة و راسخة في وجه عوادي الزمن ، و تمدها باستمرارية و حيوية تنموية ... و الأثر القرآني رباني يراعي في المتقبل طبيعته و خصوصياته ، فهو يضيف له ما ينفعه النفع العظيم و لا يشوه الطبيعة و يطمس الخصوصية و يمسخ الخلقة ..



و يظهر الأثر الرباني للقرآن الكريم في اللغة العربية على جميع المستويات البنيوية للغة .. على مستوى (البنية الصوتية) و (البنية المعجمية) و (البنية التركيبية) و (البنية الدلالية) . فلغة القرآن التي توجه النظام اللغوي العربي تاريخيا هي في بناها كاملة تامة معصومة من كل نقص مهما صغر و دق .. كيف يلحقها الخلل و هي نزلت من الله العليم الحكيم الذي لا يعزب عن علمه شيء في السموات و الأرض..



و من هنا يجب على المسلم أن يعتقد اعتقادا جازما أن بيان العبارة القرآنية معجز من جميع النواحي . و أنه كما قال فيه عبقري اللغة العربية في القرن العشرين مصطفى صادق الرافعي : << نزل على رسول الله صلى الله عليه و سلم بأفصح ما تسمو إليه لغة العرب في خصائصها العجيبة و ما تُقوّم به ، مما هو السبب في جزالتها و دقة أوضاعها و إحكام نظمها ... >> . لأنه اجتمع فيه أسمى مقامات البلاغة و البيان ... اجتمع فيه ما تفرق بين أئمة البلاغة العربية و زاد عليهم ما فاتهم جميعا . فما من صاحب بيان فصيح بليغ ، إلا و ينقصه شيء من الفصاحة و البيان ، و لا يمكن أن يرقى فيها إلى المقام الأمثل . و هذا المقام لا يستطيعه بشر مهما كانت درجة امتلاكه لزمام اللغة و قدرته على تطويعها ... و إنما يستطيعه من أحاط علما بكل شيء من اللغة و أهلها ، و لا يعزب عنه منها شيء ، سواء كملَكَة لغوية موجودة في الإنسان بالقوة ، أو كمؤسسة اجتماعية موجودة بالفعل التواضعي ... و هذا لا يستطيعه إلا الله سبحانه أو مَنْ أطلعه الله سبحانه على ذلك و أقدره على أدائه .. و القرآن الكريم لكونه كلام الله رب العالمين ، ستكون عبارته جامعة مانعة لا حد و لا نهاية لبلاغتها و فصاحتها و بيانها . و في هذا تكريم للغة العرب لا مثيل له في كل اللغات.



وأختم بوقفة مختصرة عند وجه واحد من وجوه التكريم الإلهي للغة العربية ، و هو وجه من وجوه البنية الصوتية .. البنية التي يقوم عليها و بها علم مُقَعَّدٌ ، ما كان العرب ليصادفوه في تاريخهم بشكله الدقيق الذي انتهى إليه ، لولا الإكرام الإلهي لهم بتنزيل القرآن بلسانهم العربي . و صيرورة القرآن محور علومهم الدينية و الدنيوية .. و أول ما تعلموه من علوم الآلة الخادمة للكتاب المنزل هو علم التجويد الضابط لمخارج الحروف .. و أول من دلهم على مخارج الحروف ، مفردة و مركبة في كلمات و جمل ، رسول الله صلى الله عليه وسلم بأدائه الذي تلقاه بنفسه عن جبريل عندما كان يعارضه القرآن في رمضان ... و جبريل عليه السلام تلقاه عن الله عز و جل ... و قد جاءت مخارج الحروف مقسمة ، بشكل معجز ، على حسب موقعها من أجهزة النطق كما أشار إلى ذلك الأستاذ العقاد في كتابه (اللغة الشاعرة) . و الذي حدد لها مواقعها و كيفية أدائها حسب ورودها في الكلام العربي هو الله سبحانه و تعالى.. و << الثابت في السنة الصحيحة أن النبي نفسه صلى الله عليه و سلم مع كمال فصاحته و مع كونه المصطفى للرسالة ، تعلم القرآن عن جبريل ، و خاصة في السنة التي انتقل فيها إلى الرفيق الأعلى : كان جبريل يعارضه أي يدارسه ـ القرآن ، في كل سنة مرة ، ثم عارضه عام وفاته مرتين . و العرض على جبريل ـ فيما يقرر الأئمة ـ معناه : العرض بتجويد اللفظ ، و تصحيح إخراج الحروف من مخارجها ، ليكون سنة في الأمة . >> ( الجمع الصوتي الأول للقرآن ، ص : 109 ـ 110 ) .



و مما ينبغي التأكيد عليه في هذا السياق هو أن منهج التحمل و الأداء الذي سار عليه المسلمون في تعلم القرآن الكريم و تعليمه ، منهج صارم ، لا تهاون فيه و لا تفريط ، و الذي جعله كذلك كونه من أعظم الوسائل و أخطرها في حفظ أصل أصول الإسلام ، القرآن الكريم. و هو مما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب ... لهذا صارت عند المشايخ الحاملين لكتاب الله معرفة علمية بفن الإنصات للكلام و تحديد مخارجه بدقة متناهية ... و يدققون : هل خرج الكلام من مخارجه التي حددها السند الشفهي المتصل برسول الله صلى الله عليه و سلم أم أنه لم يخرج ؟ فتجد الشيخ العالم بالقراءة و الإقراء ، يلقن تلميذه حظه من القرآن ثم يأمره باستظهاره عليه مجودا كما تلقاه ، بلا زيادة و لا نقصان ، ليطمئن على مستقر العبارة القرآنية و أن حاملها سوف يؤديها كما كانت في صدر الشيخ ، و هكذا دواليك كان الأمر و سيبقى إلى ما شاء الله ..



و بهذا المنهج العلمي الصارم تلقى غير العرب من المسلمين القرآن الكريم و تعلموا معه علم التجويد ، أي تعلموا كيف يحسنون الإنصات و يحددون مخارج الحروف . و من جملة من تعلم هذا العلم ، المسلمون الأمازيغ و قد تحمسوا له كتحمس العرب و ربما أكثر ... و بعدما امتلكوا ناصية علم مخارج الحروف مفردة و مركبة ، انقلبوا إلى لغتهم الأم فأعادوا الإنصات لها ليحددوا مخارج حروفها و كانوا كلما حددوا مخرج حرف من حروف الأمازيغية رمزوا له بالحرف العربي الذي يخرج من نفس المخرج . فكانت كتابة الأمازيغية بالحروف العربية هي أحسن طريقة لخدمتها ، لا يرقى إليها حرف آخر . لسبب بسيط هو أن الأمازيغية الفطرية البكر التي احتضنت الإسلام و القرآن و لغة القرآن بحب و صدق و وفاء ، و التي كانت طاهرة الطوية من الكيد الامبريالي كما هو حالنا اليوم ؛ هذه الأمازيغية البريئة هي التي اختارت حرف رسمها و سارت عليه ما يقارب اثني عشر قرنا . و أستطيع الإعلان أن مَنْ تحول باللغة الأمازيغية من حرفها العربي إلى غيره فقد خانها و حرمها من تراثها المبارك الذي لمخارجه سند متصل من شيوخ العلم الأمازيعيين رحمهم الله إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم ... أي أنهم حرموا الأمازيغية من نصيبها من الربانية و لا حول و لا قوة إلا بالله.



هذا وجه من الوجوه الكثيرة الدالة على تفضيل الله للغة العربية .. و أدعو الإخوة الباحثين في علم المنطق و فلسفة اللغة و الدراسات اللسانية ، كي يبحثوا في (البنية الدلالية) للعبارة القرآنية بعقلهم الفقهي الإيماني ، كما فعل أسلافنا الأعلام و أذكر منهم الشيخ تقي الدين ابن تيمية الذي حاكم العبارة المنطقية الأرسطية اليونانية إلى بنية العبارة القرآنية الإلهية فكانت النتيجة أنه استطاع تجاوز المنطق الأرسطي بطرق علمية سلكها من بعد ، المنطق الرياضي الذي جاء متأخرا بعد ابن تيمية بقرون ؛ و إذا ما سلكوا مسلك السلف هدوا إلى أحسن النتائج و أقومها في خدمة العلوم الإنسانية كلها . و سيدركون مع كل إبداع جديد عظمة اللغة العربية و مكانتها المتميزة بين لغات الدنيا ، بل و يدركون أنها ربانية لأن بنيتها الدلالية تختزن بداخلها آيات الله المعجزة ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق