الأحد، يوليو 18، 2010

دخول الإسـلام للمجال الأمازيغي ...

بقلم : مصطفى الخلفي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ



إخضـاع عسكري أم انخـراط طوعي؟



يطال البحث في العلاقة بين الإسلام و الأمازيغ في شمال إفريقيا عدة قضايا تبتدئ بتناول كيفية دخول الإسلام و انتشاره ، و المراحل التي مر بها هذا الانتشار ، و العوامل التي أسهمت في امتداده وصولا إلى مدارسة تكون المجال الأمازيغي الإسلامي
بخصوصيته العربية المختلفة عن باقي المجالات الإسلامية الفارسية و التركية و غيرها سواء في آسيا أو في إفريقيا ، و هي قضايا صعب الحسم فيها بفعل تصارع الرهانات السياسية و الإيديولوجية الكامنة وراء الاشتغال في سبر العلاقة بين الأمازيغ و الإسلام .



نحو رؤية جديدة



تقوم هذه الرؤية على ضرورة إعادة البحث في البدايات الفعلية لانخراط الأمازيغ في الإسلام مع طرح فرضية التأثير المحدود لعامل الفتح العسكري ، والذي لم يتجاوز حد تكسير الحواجز بين دعاة الإسلام و القبائل الأمازيغية ، و أن الانخراط كان نتاج عملية سلمية قائمة على الدعوة المباشرة ، كما تطرح هذه الرؤية مسألة الحاجة لمناقشة الأخطاء التي واكبت الحملات العسكرية من ناحية ، و تدعو من ناحية أخرى إلى الحاجة لتمحيص الروايات التي تحدثت عن إسلام وفد أمازيغي بعد لقائه مع الرسول صلى الله عليه و سلم ، و كذا خبر البعثة التي ذهبت للقاء الخليفة الراشد عمر بن الخطاب . و قد وردت ضمن مجموعة من المخطوطات موجودة بالخزانة العامة بالرباط تحت رقم 1275ث ، و معنونة بكتاب الأنساب ، و من بينها ورقات في القسم الأول حول بدايات دخول البربر في الإسلام قبل الفتح ، و ذهاب وفد من البربر للقاء الرسول صلى الله عليه و سلم ، كما تضمن القسم الثاني من المجموعة مخطوط مفاخر البربر و مخطوط حول التاريخ الأول للأمازيغ و سموهم و هو الذي تضمن الحديث عن بعثة البربر للقاء عمر بن الخطاب سعيا نحو الإسلام ، ثم هناك جزء ثالث في المجموعة عالج موضوع الجزية .



قبل الإسلام



لم يعرف الشمال الإفريقي دينا موَحَّدا قبل مجيء الإسلام ، ففضلا عن المسيحية و اليهودية وجدت أصناف من الوثنية و المجوسية في المنطقة ، مما جعل قدوم الإسلام لا يتخذ طابع الصراع ضد دين محدد ، كما أن الاندثار السريع للبنية الدينية السابقة ، باستثناء اليهودية (كما جاء في كتاب هيرشبيرغ الصادر سنة 1963 The Problem of the judaize berbers، إذ يقدم هذا المرجع نقاشا مثيرا لمسألة حصول تهويد في المناطق الأمازيغية و أن وجود اليهودية لم يكن وجود أفراد وسط القبائل الأمازيغية ، مع نوع من الترجيح نحو نفي ذلك ) ، و قد كشف هو الآخر عن سطحية البنية السابقة ، و خاصة ما ارتبط بالمسيحية التي ما تزال الأبحاث حول ما جرى لها تثير تساؤلات مستمرة دون الوصول لجواب نهائي (مارك هاندلي في كتابه الصادر سنة 2004 Disputing the end of African christianity ص 291 . 310 ) .



بدايات الفتح



و بالرغم من الدلالة التي تحملها الروايات التي وردت حول البدايات الأولى لتفاعل الأمازيغ مع الإسلام سواء في عهد الرسول صلى الله عليه و سلم أو في عهد عمر بن الخطاب ، إلا أنها ذات دلالة نسبية و محدودة من الناحية الكمية ويصعب اعتبارها البداية المؤسساتية لدخول الأمازيغ في الإسلام ، حيث إن المقاومة التي واجهت بها القبائل الأمازيغية حملات الفتح الإسلامي تبرز أن ذلك التفاعل إن صح ، بقي محدودا و لم يتحول إلى ظاهرة مساندة للقدوم الرسمي للإسلام.



و تعود البدايات المؤسساتية للفتح الإسلامي للمجال الأمازيغي إلى سنتي 21 ـ 22 هجرية عندما توجه عمرو بن العاص لفتح برقة والتي كان بها أهل لوتة من الأمازيغ و أبرم معهم عهدا (''الخراج وصناعة الكتابة'' لقدامة بن جعفر ص243) ، و ذلك في عهد عمر بن الخطاب ، ثم انطلق فتح إفريقية في عهد عثمان بن عفان تحت قيادة عبد الله بن أبي سرح و ذلك في نهاية العشرينيات من القرن الأول للهجرة حسب ما ذكره قدامة بن جعفر (حوالي 846 م) ، إلا أن تلك المحاولة لم تنجح حيث انتهت بعملية صلح و لم يتم الفتح.



مراحل الفتح و ما جرى مع كسيلة



و يمكن التمييز بين أربع مراحل في عملية الفتح برزت فيها خمسة أسماء من الجانب الإسلامي ( عقبة بن نافع ، و أبو المهاجر دينار المخزومي ، و زهير بن قيس البلوي ، و حسان بن النعمان ، و موسى بن نصير) ، و اسمان من الجانب الأمازيغي ( كسيلة بن لزم ، و الكاهنة داهيا بنت ماتية ) . ففي عهد معاوية بُعث عقبة بن نافع الفهري في سنة 50 هـ (حوالي 670 م) و قام ببناء القيروان (الخراج) ، و لفترة قصيرة قاد أبو المهاجر دينار المخزومي في سنة 55 هـ (حوالي 675 م) حملة بلغت تلمسان و غلب فيها كسيلة الأوربي و الذي أسلم بعدها ، ثم عاد عقبة في عهد يزيد بن معاوية في 62هـ (حوالي 681 م) واستمر في الفتح إلى أن بلغ السوس الأدنى و وصل ساحل المحيط الأطلسي (683 م ) ، و قد كون كسيلة جيشا بتحالف مع البيزنطيين الذين دعوه لذلك بعد أن ترددت أنباء المعاملة السيئة لكسيلة من قبل عقبة.



شهد الفتح الإسلامي أخطاء لا ينبغي التردد في عرضها و مراجعتها ، خاصة عندما نجد أنها ساهمت بدور كبير في الاضطرابات العسكرية ؛ و المثال البارز هو ما جرى مع كسيلة بعدما أسلم ، فقد أسيئت معاملته فتحول إلى رفض الإسلام ، حسب ما نقل ابن خلدون.



و للتذكير فإن ابن المهاجر اعترض على ذلك محيلا على وصايا الرسول صلى الله عليه وسلم في التعامل مع عظماء أقوامهم ، و قد كانت النتيجة قتل عقبة بن نافع الفهري على يد كسيلة بعد أن كان عائدا من فتح المغرب الأقصى . و ليتمكن بعد ذلك من السيطرة على القيروان يعرض ابن خلدون نصا بالغ الدلالة حول هذه المسألة في الجزء الثالث من تاريخه نعرضه كاملا هنا لدلالته : << ولما نزل أبو المهاجر تلمسان سنة خمس و خمسين كان كسيلة بن لزم مرتاداً بالمغرب الأقصى في جموعه من أوربة و غيرهم فظفر به أبو المهاجر و عرض عليه الإسلام فأسلم و استنقذه وأحسن إليه و صحبه . و قدم عقبة في الولاية الثانية أيام يزيد سنة اثنتين و ستين فاضطغن عليه صحابته لأبي المهاجر (...) وكان في غزاتة تلك يستهين كسيلة و يستخف به و هو في اعتقاله . و أمره يوماً بسلخ شاة بين يديه فدفعها إلى غلمانه و أراده عقبة على أن يتولاها بنفسه وانتهره فقام إليها كسيلة مغضباً (...) و بلغ ذلك أبا المهاجر فنهى عقبة عنه وقال: كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يستألف جبابرة العرب و أنت تعمد إلى رجل جبار في قومه بدار عزة قريب عهد بالشرك فتفسد قلبه . و أشار عليه بأن يوثق منه ، و خوَّفه فتْكه ، فتهاون عقبة بقوله >> ( تاريخ ابن خلدون ـ الجزء السادس ـ ص146 ) .



مرحلة الكاهنة و توالي الحروب



ثم جاءت حملة زهير بن قيس البلوي في عهد عبد الملك بن مروان و قتل فيها كسيلة كما تراجع حلفاؤه البيزنطيون (69 هـ ـ حوالي 688 م) ، و تلت تلك المرحلة حملة حسان بن النعمان بعد أن ولي في سنة 69 للهجرة (حوالي 688 م) ، حيث دخل القيروان و افتتح قرطاجنة فخرجت عليه الكاهنة ملكة جروارة بجبال الأوراس و هزمته (صبح الأعشى في صناعة الإنشا ص113) ، ثم في معركة ثانية هزمها (''الخراج'' لقدامة بن جعفر، ص 346-345) . ثم كانت مرحلة موسى بن نصير في عهد الوليد بن الملك (حوالي 700 م) << فلما كانت سنة إحدى وثمانين عقد عبد الملك لموسى بن نصير على إفريقية و ما حولها و وجهه إلى من بها من البربر يقاتلهم >>( الإمامة و السياسة لابن قتيبة الجزء الثاني ص222 ، و أعلن في خطبة قدومه بعد توليته عزمه على بدء عملية فتح طويلة الأمد ، وكانت البداية بمنطقة تدعى عزوان حسب ما كتب ابن قتيبة و ذلك من جهة القيروان ، ثم جرى الانتقال تدريجيا نحو هوارة و زناتة و كتامة ثم صنهاجة ، وقد استمرت ولاية موسى بن نصير لغاية سنة 95 للهجرة ( 714م ) .



و يلخص ابن خلدون هذا المسار في ''المقدمة" : << و المغرب منذ أول الإسلام و لهذا العهد فإن ساكن هذه الأوطان من البربر أهل قبائل و عصبيات فلم يغن فيها الغلب الأول الذي كان لابن أبي سرح عليهم و على الإفرنجة شيئا ، وعاودوا بعد ذلك الثورة و الردة مرة بعد أخرى و عظم الإثخان من المسلمين فيهم و لما استقر الدين عندهم عادوا إلى الثورة و الخروج و الأخذ بدين الخوارج مرات عديدة قال ابن أبي زيد ارتدت البرابرة بالمغرب اثنتي عشرة مرة و لم تستقر كلمة الإسلام فيهم إلا في عهد ولاية موسى بن نصير فما بعده >> . (المقدمة ص 165 -164 ) .



و هذا المسار بحسب ما لخصه بن خلدون آنفا لا يقدم حلا لمعضلة فهم الانخراط المكثف في الإسلام و التحول إلى عنصر قوة ضمن المجال الحضاري الإسلامي ، فالهيمنة العسكرية قد تسيطر على الأرض لكنها لا تفتح المجال لكسب الإنسان . و هو ما جعل من العرض الذي قدمه بن خلدون غير كاف لفهم ما جرى.



مرحلة عمر بن عبد العزيز و التحول الكبير



فما الذي جرى حتى حصل التحول ؟ هل يكفي تفسير ذلك بتتالي الحملات واشتدادها و تراجع عناصر المقاومة ؟ لا نعتقد ذلك ، بل إن هذه الحملات ستكون مغذيا للثورة و لو بعد حين ، بل يبدو أن التحول الذي حصل تم على صعيد سياسة الدولة الأموية في التعامل مع الأمازيغ مما تلاه تحول في موقفهم من الإسلام ، وهو ما تجلى في عهد الخليفة عمر بن عبد العزيز (أبو النصر:A history of the maghrib in the islamic period ص62 ) .



فقد ذكر قدامة بن جعفر أن الدخول المكثف للأمازيغ في الإسلام تم في عهد عمر بن عبد العزيز (720/717 م) حيث ولى المغرب إسماعيل بن عبد الله بن المهاجر << فسار فيهم أحسن سيرة و دعاهم إلى الإسلام ، و كتب عمر بن عبد العزيز في ذلك كتبا فأسلم منهم خلق ، و غلب الإسلام على نواحي المغرب منذ ذلك >> (الخراج لابن قدامة ص: 346) ، و واكب ذلك بعث الدعاة للقبائل وأشهرها البعثة التي ضمت عشرة من التابعين و ذلك زمن ولاية عبد الله ابن إسماعيل المهاجر ، و هي الحملة التي استمرت زمنا دون تشويش عسكري بما يجعل من انخراط الأمازيغ في الإسلام نتاجا لانخراط طوعي بفعل الدعوة السلمية أكثر منه نتيجة لإخضاع عسكري ، حيث أثبتت الوقائع التاريخية فشله في تحقيق النشر الحقيقي للإسلام ، و تحول هذا الأخير إلى أساس في مقاومة الاستبداد مثل ما حدث مع يزيد بن مسلم الذي ولاه يزيد بن عبد الملك إفريقية و المغرب في سنة 102هـ حيث قتل من قبل حرسه الأمازيغ بسبب سوء سيرته (الخراج لابن قدامة ص 346) . و تمثلت أولى إرهاصات ذلك في قيادة عملية فتح الأندلس والتي تمت في رجب 93 هجرية حسب ما يفيد بذلك كتاب الإمامة و السياسة لابن قتيبة و الذي ذكر فيه الخطبة الشهيرة لطارق بن زياد (الإمامة و السياسة لابن قتيبة ص: 237). أما قدامة بن جعفر فذكر أن ذلك تم في سنة 92 هجرية (711 م) وهو التاريخ الذي يورده ابن خلدون في الجزء الثاني من تاريخه.



تلاحم الأمازيغ و الإسلام



لقد عرف المجال الأمازيغي تغيرات عدة ، اشتدت مع سقوط الخلافة الأموية و صعود الخلافة العباسية في زمن عرف بعصر الولاة ، إلا أن التحول الأبرز تمثل في ظهور الدولة الإدريسية بعد حوالي مائة سنة من استقرار الإسلام بالمجال الأمازيغي ، و ذلك في عهد هارون الرشيد ( صبح الأعشى لأحمد بن علي ـ ج 5 ، ص 116 ) لتنطلق بذلك مرحلة جديدة في التاريخ الإسلامي الأمازيغي ، أدت هي الأخرى إلى تعميق التلاحم بين الأمازيغ و الإسلام ، و التي يمكن اعتبارها العامل الثاني بعد عامل الدعوة السلمية و التي استمرت ليضاف لها عامل تأسيس الدولة المستقلة على أساس الإسلام ، هذا دون إغفال العوامل الأخرى ، و لهذا تعد عملية الإسلام بمثابة سيرورة استغرقت مدة زمنية معتبرة وتداخلت فيها عدة عوامل اجتماعية و سياسية و اقتصادية ، و تعمقت مع انطلاق الدولة الأمازيغية من قبيلة أوربة التي قادها كسيلة في مواجهة عقبة ، و هذا من المؤشرات على أن إسلام الأمازيغ لم يكن نتاج إخضاع عسكري فرغم ما تحقق من هزائم فقد بقيت القدرة العسكرية قائمة ، فلم يكن من السهل تصور قيام دولة معارضة للدولة العباسية و هي ضعيفة ، حيث سجل انطلاق عهد الأدارسة بداية التقدم التدريجي نحو استقلال المجال الإسلامي الأمازيغي ، ثم ظهرت الحركات الإصلاحية الإسلامية الأمازيغية كالمرابطين و الموحدين ، فمع أواسط القرن الحادي عشر سيدخل المجال الأمازيغي عهد الاستقرار بعد كل من عهد الولاة وعهد الدويلات ، و يعبر عن ذلك ابن خلدون بقوله : << و اعتز البربر بالمغرب واستفحل شأنهم ، و جاءت دولة المرابطين فجمعت ما كان مفترقاً بالمغرب من كلمة الإسلام ، و تمسكوا بالسنة و تشوفوا إلى الجهاد ، و استدعاهم إخوانهم من وراء البحر للمدافعة عنهم فأجازوا إليهم و أبلوا في جهاد العدو أحسن بلاء ، وأوقعوا بالطاغية ابن أذفونش يوم الزلاقة و غيرها ، و فتحوا حصوناً واسترجعوا أخرى ، و استنزلوا الثوار ملوك الطوائف و جمعوا الكلمة بالعدوتين ، و جاء على أثرهم الموحدون سالكين أحسن مذاهبهم فكانت لهم في الجهاد آثار على الطاغية وأيام منها يوم الأرك ليعقوب المنصور و غيره من الأيام >> . و بلغت هذه السيرورة اكتمالها بالتبلور المؤسساتي للمجال الديني الأمازيغي عبر كل من العلماء و الصوفية الفاعلين في المجال الأمازيغي ، و خاصة في عهدي كل من المرينيين و الوطاسيين وصولا إلى السعديين.



و إلى جانب هذا الدور السياسي و الاجتماعي للتصوف في المجال القبلي الأمازيغي ، برز بموازاته دور علماء الجنوب في مقابل علماء فاس ، و خاصة في ظل الجدل الحاد حول قبول الاجتهادات المبنية على العرف أكثر من الشرع وظهور ما سمي بالألواح و التي هي تدوينات لتلك الاجتهادات يقع التحاكم إليها عند الخلاف ، و سارت في اتجاه تطبيق أحكام العقوبة بالمال ، حيث برز عدد من علماء سوس للدفاع عن الألواح منهم حسن التملي الذي صرح : << أكثر مسائل الألواح وافق الشرع لكن على غير مذهب مالك ، و أن أقلها فقط هو الذي خالف الشرع >> . كما برز من داخل سوس من عارض بعض أحكام الألواح ، و تطور الأمر إلى نشوء فقه نوازل بدءا من القرن التاسع الهجري ، و بالرغم من التحفظ حول نشوء مدرسة فقهية بسوس فإن من الملاحظ هو أن سوس << عرفت في نهاية القرن التاسع الهجري و مطلع الذي يليه ، بدايات نهضة علمية من سماتها النزوع عن تقليد مدرسة فاس و التمهيد لانبثاق مدرسة فتية >> ، و هو الأساس الذي تغذت منه المدارس العلمية العتيقة خاصة بالجنوب و أدى بدوره لتطوير قاعدة العلماء و الصوفية بها ، كما أدى لازدهار حركة التأليف في القضايا الإسلامية بالأمازيغية ، و تعددت مجالات التأليف لتشمل أعمال ترجمة القرآن الكريم إلى الأمازيغية و كذا الحديث النبوي الشريف ، و قضايا العقائد و الفقه والسيرة النبوية و الوعظ و التاريخ فضلا عن مجالات الطب و الفلك و الزراعة ، وهو ما يكشف عن انتقال المجال الأمازيغي الإسلامي إلى مجال منتج و مساهم في الحضارة الإسلامية ببعدها العالمي.



خلاصة



يكشف المسار التاريخي لتطور المجال الأمازيغي الإسلامي عن عمق البنيات المكونة و تعدد العوامل التي أسهمت في تبلورها و تشكلها ، مما يساعد على تفسير عدد من التطورات التي عرفها القرن العشرين ، و أهمها فشل تنصير المناطق الأمازيغية في المرحلة الاستعمارية برغم الجهود الجبارة التي بذلت ، وتجربة الأمير عبد الخطابي بالريف سواء لتطبيق الشريعة أو التفاعل مع مؤتمر الخلافة أو التقدم كحركة إصلاحية جهادية ، و مقاومة المناطق الأمازيغية للظهير الاستعماري ، ثم قوة التبلور الاجتماعي للحركة الإسلامية في المجال الأمازيغي ، وهي محطات تبرز مدى عمق تكون المجال الأمازيغي الإسلامي بالمغرب ، وتقتضي دراسات خاصة لكشف عطاءات هذا المجال في العصر الحديث.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق